جدة ــ البلاد
بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، زيارة رسمية لروسيا، وصفت بـ”التاريخية” كونها الأولى لملك سعودي منذ تاسيس المملكة، وذلك تلبية لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين.
ومن المقرر ان يتم خلال الزيارة، التي تستغرق 4 ايام توقيع اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات تعزز العلاقات بين الجانبين، سواء على مستوى القطاع الحكومي او الخاص، حيث يرافق خادم الحرمين الشريفين وفد اقتصادي كبير يضم اكثر من 100 من رجال الأعمال السعوديين.وتدرس المملكة ورسيا امكانية الاستثمار في 25 مشروعا في مجالات عديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
صفقات مليارية:
ملف التعاون الاقتصادي بين السعودية ورسيا يحتل اهمية خاصة خلال الزيارة، سيما في مجال الطاقة، بوصفهما قطبي الاقتصاد النفطي، اللذين اسهما بشراكتهما الاستراتيجية في استقرار اسعار النفط، وايجاد توجه ايجابي في السوق النفطي، كذلك فهما اعضاء في “مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم.
ويعتزم البلدان توقيع اتفاقيات هامة في مجال الطاقة، حيث اعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ان المملكة وموسكو ستوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق مشترك بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع في مجال الطاقة.
وتحدث الوزير الروسي عن خطط لتوقيع مذكرتين بين البلدين، الأولى بين شركة “أرامكو” السعودية وشركة “سيبور” الروسية بشأن إنشاء شركة مشتركة في مجال الكيمياويات، والثانية، مذكرة للتعاون بين شركة غازبروم نفط، الذراع النفطي لعملاق النفط غازبروم، وأرامكو للنفط في اطار مركز للبحث العلمي والتقني.
وتأتي أهمية الزيارة كذلك من حيث توقيتها، كونها تأتي قبل شهر من اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، المقرر ان تناقش خلاله تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي ادى الى تحسين الأسعار.
وعززت المملكة و رسيا مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر 2016 يقضي باتخاذ اجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط.
وستسهم زيارة خادم الحرمين في اعطاء دفعة قوية لسوق النفط الخام الدولي، لكون الدولتين من اكبر المنتجين في العالم للنفط الخام، والتنسيق بينهما قبل اجتماع “اوبك” المقبل سيكون له تأثيره.
رؤية 2030:
إلى جانب الطاقة، ستشهد الزيارة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين حيث اعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي عن توقيع 9 صفقات استثمارية بين السعودية ورسيا بقيمة مليار دولار في قطاعات مختلفة، تشمل البنية التحتية والبتروكيماويات وقطاعات أخرى.
وكان البلدين قد اطلقتا بعد زيارة ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى روسيا عام 2015، صندوقا استثماريا مشتركا بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة في روسيا خلال السنوات المقبلة.
وقال رئيس مجلس الغرف السعودية، احمد بن سليمان الراجحي، في حديث عن الزيارة، ان المملكة تسعى إلى تعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية مع الدول الفاعلة في منظومة الاقتصاد العالمي، وفقا لرؤيتها 2030 المهتمة بجذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات التجارية.
وبشأن حجم التبادل التجاري بين المملكة وروسيا، أوضح الراجحي انه وصل إلى اكثر من 2.8 مليار ريال (746 مليون دولار) عام 2016، داعيا إلى زيادة حجم التبادل التجاري من خلال استثمار الفرص المتاحة في كلا البلدين.
وفي هذا السياق، قال عبد العزيز الكريديس نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي، ان الزيارة تشهد توقيع 16 اتفاقية، ومذكرتي تفاهم و4 رخص استثمارية، تؤسس لشراكة سعودية-روسية.
وتوقع الكريديس وصول حجم التبادل التجاري في السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 10 مليارات دولار.وتهدف رؤية المملكة 2030، إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، بما يعمق من أثر ودور المملكة إقليميًا وعالميا.
منتدى الاستثمار:
انطلق امس الخميس في العاصمة الروسية موسكو اعمال منتدى الاستثمار السعودي الروسي ، بمشاركة واسعة من شركات البلدين، على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا.
وفي كلمة افتتاحية لأعمال المنتدى، اعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، ان الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وصندوق الاستثمارات العامة السعودي يدرسان إمكانية الاستثمار في 25 مشروعا في العديد من المجالات.
كما أشار إلى أنه تم إبرام صفقات استثمارية بين البلدين بقيمة مليار دولار، وذلك في إطار الصندق الاستثماري المشترك والبالغة قيمته 10 مليارات دولار.
من جهته، كشف وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي عن توقيع 7 اتفاقيات بين شركات القطاع الخاص في البلدين، إضافة لمنح 3 تراخيص لشركات روسية لمزاولة أنشطتها على أراضي المملكة.
واشار القصبي الى ان التبادل التجاري، الذي بلغ العام الماضي نصف مليار دولار، لا يتماشى مع إمكانات البلدين، مؤكدا ان الرياض وموسكو تعملان على زيادة حجم التجارة الثنائية.
واعتبر القصبي ان روسيا تعد شريكا مهما للمملكة في مختلف المجالات، وان زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية اكبر دليل على ان العلاقات بين البلدين تعيش تطورا ملحوظا.
ويسعى البلدان لزيادة التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل.
وفى السياق أعلن وزير الطاقة خالد الفالح التوقيع على اتفاقية مع روسيا تتعلق بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية واستكشاف الفضاء.
وقال خلال منتدى الاستثمار السعودي الروسي ان المملكة ستثتثمر 3 مليارات دولار بروسيا، موزعة بالتساوي للطاقة وتقنية المعلومات والبنية التحتية، وسيتم تفعيل مذكرة تفاهم سابقة تتعلق باستثمار السعودية في الصندوق السيادي الروسي وسيتم استثمار 10مليار دولار في الصندوق .
ويبحث المشاركون سبل تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين البلدين. وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الروسية أن المملكة تخطط للاستثمار في أكثر من 25 مشروعاً في روسيا، في مجالات صناعة السلع الاستهلاكية والزراعة والعقارات والبنية التحتية والنفط والغاز وغيرها.
فيما اعلن الرئيس التنفيذي لشركة ارامكو امين الناصر، في مقابلة مع قناة “العربية”، عن التوقيع على اتفاقيات مع شركات روسية بينها “غازبروم” و”غازبروم نفت ” و”سايبور”.
وقال الناصر انهم بصدد التوقيع أيضا على اتفاقية بين صندوقي الاستثمارات السعودي والروسي بمشاركة ارامكو.
وفيما يتعلق بالسوق النفطية قال الناصر إن السوق النفطية مستقرة وتتجه لمزيد من الاستقرار.
وأضاف التنفيذي لأرامكو ان الطلب العالمي على النفط في ازدياد منذ بداية العام. وقال: “الزيادة في الطلب العالمي على النفط عند 1.5 مليون برميل، وهو معدل جيد جدا”.
من جهته، قال رئيس شركة ليتاسكو الروسية لتجارة النفط تيم بولوك إن شركته وقعت مذكرة مع أرامكو السعودية لاستكشاف عدد من المجالات المحتملة للمزيد من التعاون في تجارة إمدادات النفط.