أرشيف صحيفة البلاد

يضم 280 كجم عيار 9.999% .. باب الكعبة المشرفة

مكة المكرمة – البلاد
أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته – بصناعة باب جديد للكعبة المشرفة على حسابه الخاص عام 1363هـ، بعد أن علم – رحمه الله – أن الباب الموجود حينها قد أخذ في الاختلال، وذلك لقدم صنعه الذي يعود إلى عام 1045هـ، بحسب ماذكرت دارة الملك عبدالعزيز في إحدى إصدارتها التاريخية الموثقة.
واستغرق العمل في صناعة الباب الذي أمر به الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ثلاث سنوات، وُصنع من قاعدة الحديد الصلب التي ثُبت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب، إلى جانب أشرطة وفراشات نحاسية مزخرفة.
وتكونت واجهة الباب من منطقة مستطيلة الشكل، رأسية الوضع، يحيط بها شريط زخرفي قوام زخرفته فرع نباتي متعرج ينتهي بورقة نباتية مشرشرة ومقوسة بداخلها وردة سباعية البتلات، وتكرّر هذا النمط الزخرفي في الشريط كاملا.
وصممت المنطقة المستطيلة لهذا الباب على شكل عقد نصف دائري تعلوه منطقة مستطيلة بها أربعة أشكال شبه مستطيلة بداخلها كتابات، وفي كل ركن من أركانها فرع نباتي ينتهي بأوراق نباتية متعددة الفصوص، ذات فص، وفصين، وثلاثة، وخمسة، علاوة على وردة خماسية.
ونفذت في واجهة العقد من الأعلى زخرفة التوريق الإسلامية (الأرابسك) كما نفذ داخل العقد أشرطة نحاسية مذهبة رأسية الوضع، قوام زخرفتها وردة سباعية البتلات تتوسطها نجمة سباعية الزوايا، وزينت هذه الأشرطة بوريدات حماسية البتلات، بوسطها سرة بارزة بها أربع وريقات، ووردة رباعية البتلات، ويتكرر هذا النمط الزخرفي في جميع الأشرطة الأفقية البالع عددها 20 شريطا.
التطوير الثاني
الباب الثاني الذي أمر بصنعه الملك خالد رحمه الله ، وهذا الباب لا زال موجودًا حتى الآن.
« لقد تم استخدام أحدث الطرق الفنية في الهيكل الإنشائي للباب ، للتوصل إلى درجة عالية من المتانة والجودة ، بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى صيانة ، وقد جرى تفصيل الهيكل الإنشائي وتجهيزه بواسطة فنيين أخصائيين في ضوء مطابقة التصميم الزخرفي من جهة ، ومراعاة عوامل الطقس والموقع في تحمل الحرارة الشديدة والأمطار من جهة أخرى . وأعدت أحدث الاحتياطات الفنية لمعالجة كافة النقاط التفصيلية ، والارتباط بين الباب والحلق من جهة والجوانب من جهة أخرى ، وزودت نهاية الباب بعارضة من الأسفل لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة المشرفة ، وتحتوي على قضيب خاص يضغط حرف الباب على العتبة عند الإغلاق .
روعي في صناعة باب الكعبة:
1 تحقيق الانسجام بين التصميم الجديد للباب وستارته باستخدام خط الثلث كعنصر مهم مميز مع الزخرفة.
2 اختيار نسبة وحجم بروز الزخرفة في التصميم الجديد ومطابقة ذلك على الموقع.
3 تنفيذ الزخرفة بالحفر والنقش على الذهب مع استخدام قليل من الفضة بالإمكانات المحلية وبواسطة شيخ الصاغة في مكة.
4 إمكان الربط بين طريقة التنفيذ والزخرفة الإسلامية الأصيلة التي تمتد إلى التراث العريق في التزيين المعماري الهندسي.
5 استخدام أحدث الطرق التقنية في الهيكل الإنشائي للتوصل إلى درجة عالية من المتانة والجودة بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى الصيانة.
وفي ضوء هذه المبادئ اختيرت للزخرفة طريقة التزيين التي تغطي المساحة، وهي من صميم التراث الفني الإسلامي نظرا لإمكان تنفيذها بالحفر على الذهب، أما المساحات الباقية في الوسط اتخذت فن الزخرف الإسلامي، حيث وضعت في وسطها دوائر لكتابة الآيات الكريمة بالطريقة المعتادة، مع إضافة زخرفات في الزوايا العلوية ليكون شكل الباب العام مقوسا دائريا يحيط بالآيات القرآنية المكتوبة حسب الترتيب الموضوع لها.
وتمت التجارب المركزة في شكل إخراج الزخرفة، واكتشفت طريقة في النقش وإبراز الأشكال، وتباين المساحات والفصل بينها.

واختيرت الزخرفة من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارزة، وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل حيث تعطي له الأهمية اللازمة، لأن قفل الكعبة المشرفة له شخصية خاصة في الشكل التراثي والوظيفي.
وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل قوس يحيط بلفظ الجلالة (الله جل جلاله) واسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والآيات القرآنية الكريمة:
((ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ))
((جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ))
((رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا))
((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ))
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))
ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطها كتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل برواز دائري، وقد ثبتت على أرضية الحشوتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تشكلان مع القفل وحدة متجانسة شكلا ونسقا.
وبين الحلقتين والقفل مساحة بارتفاع مناسب بغرض الفصل بين أنواع الزخارف المتجانسة شكلا والمتباينة نسبة ليكون الشكل العام مريحا للنظر، وكتب تحت الحشوتين العلويتين الآية الكريمة:
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))
والحشوتان اللتان تحت القفل، ففي وسطيهما كتبت سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين، وتحت هاتين الحشوتين، عبارات تاريخية بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سنة 1363 وتحتها: صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود سنة 1399.
وضمن زخرفة خفيفة كتب في الدرفة اليمنى عبارة:
(تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في الـ22 من شهر ذي القعدة سنة 1399)، وفي الدرفة اليسرى، عبارة: صنعه أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة، صممه منير الجندي، واضع الخط: عبد الرحيم أمين). كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى.
أما الجانب فصمم بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها 15:
– فوق الباب: يا واسع يا مانع يا نافع
– الجانب الأيمن: يا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم
– الجانب الأيسر: يا غني يا مغني يا حميديا مجيد يا حنان يا مستعان.
**مقاسات الباب:
يزيد ارتفاع باب الكعبة المشرفة عن ثلاثة أمتار، ويقارب عرضه المترين، وبعمق يقرب من النصف متر، وهو مكون من درفتين متساويتين.
**كلفة صناعة بابي الكعبة والتوبة: (13.420.000) ريال واستغرق العمل: 12 شهرا
**كمية الذهب المستخدم: 280 كجم عيار 9.999%