جدة

يحدث في بيوتنا(5).. سيدي يوسف

أ/ سراج عمر عبد ربه

من يذكر الحامل الذي يقف في الحلقة وفي باب مكة وفي جميع الأسواق ليعينك في حمل مشترياتك مقابل قروش قليله تعينه واهله علي اعباء الحياة.
وكان من بينهم من حمله الزنابيل من الجنسية الأفريقية، يقف ساكت والاخرين يقول لك زنبيل ياعم. كنا مع سيدي يوسف رحمه الله في النورية. وكان سيدي يوسف حاد الطباع متسلطا بنظراته وفِي نفس الوقت طيب القلب.
اتفق سيدي يوسف رحمه الله مع حمال أفريقي علي الحملة بقروش زهيدة وعلى ان يوصل الحملة لدهليز البيت.
وصلنا البيت ونحن ايضا محملين في ايادينا ما استجد من الشراء في الطريق من عيوش وفواكه الموسم ومعلبات وبعض لوازم البيت الكبير
ليتم توزيعها علي الاولاد يعني الوالد وعماني رحمهم الله.
وكان سيدي دائما المصنف علي كتفه يستعمله عده استعمالات تاره يكون غطاء للرأس وتاره يكون زنبيل وتاره سجاده وتاره فرشه يفرشه ويجلس عليه
وتاره وتاره يلفه علي الرأس واخرى كشمسيه تقيه حراره الشمس ويستعمله كفلقة اذ استلزم الامر
وكثيرا ما يستلزم هذ المصنف العجيب الذي لا يتحرك من البيت الا به.
المهم وصلنا البيت، قال سيدي للحامل الافريقي
طلع الزنبيل مع الولد لفوق. الحامل قال مافي اطلع. اتفاق دهليز بس، بدأت بوادر معركه كلاميه
وكان الحامل وقد وضع الزنبيل على الارض استعدادا لتفريغ مافيه. ارتفع الصوت قليلا والحمال رأسه والف سيف مايطلع الحملة للبيت فوق. ووضع زنبيله ارضا وجمع ما افرغه في الارض
رجعه داخل الزنبيل وحمله فوق رأسه وانطلق بسرعه وعجزنا ان نلحق به الي ان وصل النوريه
وقذف مافي داخل الزنبيل علي الارض ومشي كأن شيئا لم يكن. وبعد وقت وصل سيدي واخذ يبحث عنه في النوريه بنظراته المتأججة شرارا والجميع يسأل ايش فيه يا عم يوسف، صلي على النبي. ضحك الجميع بعد معرفه سبب نرفزة سيدي وصياحه
والحمال فص ملح وداب.
واخيرا حملنا المشتريات مستعينين بمصنف سيدي رحمه وعلي الرأس واليدين الين وصلنا البيت تركناها في الدهليز وجري علي فوق
نطفيء لهيب الجوف الملتهب برشفه ماء من الشربة وبعضنا مستعينين بمغراف الزير وبعد فتره طلعنا المقاضي بعد صراخ سيدي وزمجرته.
من منا لم يمر بمواقف مثل هذه مع سيده او والده او جاره. مواقف راسخه في الذاكره تدحرجت للخارج مع اجترار ذكريات ايام الزمن الجميل
التي هي فعلا ذكريات جميله لاتنسى.
رحم الله والدينا ووالد والدينا والمسلمين اجمعين
وجعلنا واياهم من ورثة جنه النعيم امين يارب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *