أرشيف صحيفة البلاد

يتطلب إعادة النظر فيه لتحقيق الهدف المنشود .. تسرب 204 آلاف شاب وفتاة من برنامج نطاقات

كتب: محمود شاكر
أعلنت وزارة العمل عن تسرب 204 ألف شاب وفتاة بنسبة 33 % ممن وظفتهم الوزارة في برنامج نطاقات، والذي لم يمر عامان على انطلاقته بما يكشف التحدي الكبير الذي يواجه البرنامج في الوقت الراهن. وتنم هذه الأرقام عن سعودة \"زائفة\" داخل البرنامج، فيما يرى البعض أنه يجب تدعيم النجاح الذي حققه البرنامج، حيث ارتفع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى أكثر من مليون مواطن، أي ما يقرب من إجمالي السعوديين العاملين في القطاع الحكومي بالكامل. وبرنامج \"نطاقات\" هو عبارة عن برنامج يقيم أداء المنشآت من حيث توظيف السعوديين بها، عن طريق تصنيفها إلى عدة نطاقات بألوان مختلفة ممتاز وأخضر وأصفر وأحمر. وعليه يكافئ البرنامج النطاقين الممتاز والأخضر وهم الأعلى توطيناً في هذا المجال، كما يمنح مهلة للنطاق الأصفر بغرض زيادة الوظائف المتاحة للسعوديين، أما النطاق الأحمر فيتم التعامل معه بحزم؛ لأنه الأقل توطيناً، ومن خلال ذلك البرنامج تتنافس المنشآت لإبراز قدراتها في مجال زيادة أعداد العمالة الوطنية. فيما يرى رجال الأعمال والمستثمرون أن غياب الجدية أهم العوامل التي تعرقل تعيين السعوديين في وظائف لائقة بهم، بينما يلقي الشباب باللائمة عليهم في هذه النقطة. على صعيد متصل لم يبد رجل الأعمال \"محمد العنقري\" تعجبه إزاء تسرب ذلك العدد الكبير من المواطنين السعوديين من برنامج \"نطاقات\"، وقال: إنه غير مقتنع بالأسس التي يستند إليها البرنامج، فالسعودي لا يقبل على القطاع الخاص بسبب الرواتب المتدنية وساعات العمل وظروف العمل الشاقة إضافة إلى انعدام الأمن الوظيفي أو التأمين الصحي. في المقابل يتهرب القطاع الخاص من أي التزامات تجاه العامل، ويسعى لتوظيف العمالة الوافدة بأقل المرتبات، ويرجع ذلك إلى عدم مطالبتهم بحوافز أو تحديد ساعات العمل أو ما شابه، كما يلجأ إلى تعيين العمالة الوطنية كإجراء شكلي تفادياً لعقوبات وزارة العمل فقط. مضيفاً أنه يجب على الوزارة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من السعودة الوهمية في القطاع الخاص؛ لأنها تهدد فكرة توطين الوظائف عموماً. من ناحية أخرى أكد عضو مجلس إدارة غرفة الرياض \"بندر الحميضي\" على نجاح البرنامج في توظيف 400 ألف شاب وفتاة، وذلك على الرغم من فترات التعثر التي شهدها توظيف السعوديات على سبيل المثال، كما أن تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة كان له فضل كبير في تحقيق نقلة كبيرة في هذا المضمار، مشيراً إلى تميز الفتاة السعودية في مجالات متعددة، وما زالت الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمامهم، خاصة في قطاعات التصنيع ومنها الملابس الجاهزة، مشيراً إلى أن التسرب الوظيفي موجود في كل المجالات بحثاً عن فرصة عمل أفضل. كما أوضح \"منصور الشثري\" – رئيس مجلس أمناء مركز \"الرياض\" لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة – أن وزارة العمل ماضية على الدرب في تطبيق البرنامج رغم الاتهامات التي توجه له، مؤكداً على أن السعودة جاءت نتيجة عدم قدرة القطاع الخاص على تحقيق النسبة المحددة في مجال التوطين. منوهاً بأن الوظائف التي يعرضها القطاع الخاص أجورها متدنية، ولا تحقق طموح الشباب السعودي، كما أنها تتطلب مهارات مهنية معينة.