الأخيرة الأرشيف

يا وزارة التجارة .. لماذا المستهلك (الحلقة الأضعف ) ؟

بخيت طالع الزهراني

1
جلست أراقب أسعار المعلبات الصغيرة ( أصغر نوع ) لحوالي أربعة أشهر تقريباً ( الجبنة – حليب الشاي – القشطة – التونة …. الخ ) فوجدت أسعارها ترتفع بشكل ( ماكر ) وقد يكون ( مخاتلاً ) .. مما جعلني اتخيل صورة افتراضية لـ( لص ) يدس يده في جيبك , ويقتنص محفظتك دون أن تعرف , فضلا عن أن تحس !! .
2
علبة حليب الشاهي الصغيرة – كمثال – كانت بـ( ريال وربع ) واستقرت فترة , ثم قفزت ربع ريال , ثم نصف ريال , وهكذا ( تدحرجت – صعودا ) حتى بلغت ( ريالين ونصف ) يوم أمس .. أي أن الزيادة في سعرها أصبح 125 % .. وقس على ذلك بقية ما يحتاجه المواطن البسيط ( وهم السواد الأعظم ) .
3
اللافت أن هذه الزيادات السعرية لا تكون كبيرة ولمرة واحدة فقط .. ولكن المزعج في قصتها أنها صغيرة وأيضاً مستمرة , وكأنما هي تخاتل – مخاتلة من لا يريد أن يلفت انتباه الآخرين بشكل واضح , لكن مع الأيام وزحف المؤشر السعري إلى الأعلى يبدو الفارق واضحاً .
4
هذه لغة أرقام لا تكذب , وليست مجرد كلام نظري يتطاير في الهواء , ولا هو رأي انطباعي لشخص يتكئ على أريكة ناعمة , بل الادهى هو أن ( مسلسل الصعود ) للأسعار طبقاً لمعطيات الحالة الشرائية للناس , وللحالة الرقابية الرسمية الحالية – شبه المفقودة – مرشح لأن يظل ( مستمراً ) .
5
وماذا لو تحدثنا عما هو أكبر من مجرد ( المعلبات ) مثل الأرز , السكر , الزيت , الأدوات القرطاسية , الملابس , الأدوية …. الخ .. وأيضا بلغة الأرقام مما يعرفه كل المشترين , وكيف صارت الأسعار تتقافز صعودا في أسلوب كأنه ” ممنهج ” وبدون أي تدخل صريح أو محسوس من ( جمعية حماية المستهلك ) التابعة لوزارة التجارة بحسب متابعاتي .
6
ليت كثيراً من المسؤولين يحسون بالناس كما يحس بهم الملك صاحب القلب الكبير , فيترجمون تطلعات وتعليمات وتوجهات قائد البلاد الموفق – حفظه الله – إلى قرارات عملية فعالة على الأرض , ولعل من آخرها حديثه – رعاه الله – الصادق الشفاف أمام المشاركين بمركز الحوار الوطني عندما أكد مجدداً حجم حدبه وحرصه على مواطنيه .
7
الغلاء الآن بصراحة هو سيد الموقف , وكبح جماحه ليس صعباً وهو ليس بالأمر المستحيل , وحقيقة فإن ( الكرة في مرمى وزارة التجارة ) .. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن رئيس جمعية المستهلك د. ناصر التويم , كان قد صرّح لـ ” الجزيرة” الأحد 27 ربيع الأول 1433ه , معترفا بأن … ( المستهلك عندنا يعتبر الحلقة الأضعف ، ولا يوجد سند حقيقي لحمايته في صحته وسلامة غذائه ودوائه ) .. وبناء على كل ما تقدم فإن الحال يحتاج ” عملاً استثنائياً كبيراً ” من وزارة التجارة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *