أرشيف صحيفة البلاد

يا نساء القوارير رفقاً برجال الحجارة!

المرأة العربية واحدة في كل البلدان العربية.. همومها.. مشاكلها.. أحلامها.. آلامها وآمالها.. تتشابه كثيرا مع أخواتها في كل المجتمعات والاقطار العربية من غير استثناء من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي. هذا ما لمسناه ونلمسه في كل المؤتمرات والندوات والمحاضرات المتعلقة بالمرأة وكذلك ما نقرأه ونشاهده ونسمعه في جميع الوسائل الاعلامية (التقليدية والحديثة). والمرأة العربية عامة والسعودية خاصة لا تعرف اليأس وتعشق المستحيل والتحدي جزء من شخصيتها في الحصول على مكاسب أكثر لها شخصيا ولجميع النساء بصورة عامة.
وقد حدثتني إحدى قريباتي عن وضعها منذ زواجها قبل (30) عاما وهي لا تريد أن يتكرر سيناريو حياتها على بناتها (الثلاث). قالت دلال: \"قضيتنا منذ زواجنا لم أعرف خلالها حقوقي سواء من الناحية الاسلامية الشرعية والتي وضعت لنا حقوقا متوازية مع الرجال فلم يذكر الله عز وجل (آية) في القرآن الكريم إلا ويقول \"المؤمنون والمؤمنات\" بل كرم الله سبحانه وتعالى المرأة بسورة (النساء), وهذا دليل التكريم الكبير للمرأة حتى في حقوقها العائلية. المرأة عندنا في السعودية تتزوج وهي لا تعلم ولا تشعر أنها شريكة مع زوجها في حياتها الزوجية, بل تشعر أنها خادمة لزوجها. والرجل إذا كان مقتدرا عليه أن يحضر لها خادمة وإذا لم يكن مقتدرا فعلى أقل تقدير أن يتعاون معها في خدمات المنزل. مشكلة المرأة في السعودية أنها لا تعرف حقها من المنظور الاسلامي أو العائلي, أو الاجتماعي, وحتى تجهل حقها الاسري والزوجي بالخصوص, لذا قررت أن استرد كل حقوقي كاملة منذ تزوجت قبل (30) سنة حتى اليوم.
حين سألتها: \"كيف ذلك يا ابنة الاخت؟\".. قالت وهي تضحك: \"يدفع لي مقابل كل سنة عشرة آلاف ريال -خدمات شخصية له- وعشرة آلاف ريال خدمات لاولاده.. وعشرة آلاف خدمات منزلية\". قلت لها: \"لحظة.. لحظة يا بنت أختي هذا مبلغ كبير تقريبا (900) ألف ريال, كيف يستطيع تدبيره؟ قالت: \"ما قدمته له طوال الـ(30) عاما يستحق (900) مليون ريال, فأستبدلت المليون بالألف. سألتها: ماذا عن استحقاقاته هو خلال هذه الشراكة الزوجية التي دامت ما شاء الله (30) عاما؟ عادت الى ضحكتها المنتصرة بالقول: \"أستلمها ياخالوا على داير مليم. قلت: \"إذن أين ابن العم الآن؟ ضحكت بجد وقالت: \"حبيبي وشريكي ذهب للبنك لاحضار المبلغ ريال ينطح ريال\".
صحيح اللي قال: \"الدنيا مثل الكرسي دواره.. بالامس نقول للرجال: \"رفقا بالقوارير.. والآن نقول للنساء.. رفقا بالرجال الحجارة!\".