يا عازف

يا عازف :
أتكتب لترسم لنا أحلامك
أم تكتبي عن امنيات تعانق السحاب
أم عن ليل لا يشع فيه غير قمرك
أم عن ورد ذبل الإحساس بداخله
أم عن رحلة يشترك فيها الأصدقاء
أم عن موج حلم يأخذك للبعيد
أم عن شعاع شمس تضيء عتمة المكان
أم عن إشراقة أنارت قناديل العمر
أم عن نجمة ساهرة تعيد الثواني
أم عن امسيات ليس بها شاعر
أم عن دمعة سقطت واستباحت كل شيء
أم عن إيقاع ضاع في خطوات الزحام
أم عن إحساس شارد شكل جزء من النبض
أم عن أنفاس حرى تحرق الوجدان
أم عن ليل لا تبحر فيه مراكب الحب
أم عن شموع أطفأتها السنين
أم عن الحزن الساكن في الوجوه
أم عن الحنين الممتد هنا
أم عن وتر يعزفه فنان
أم عن أماني تحلق وتحلق بين أفياء العتمة
أم عن ما يمور في داخلي من إيقاعات
أم عن إطلالة لم يعد لها معنى
أم عن ابتسامة ذابت في ثنايا السكون
أم عن نغم لم يشكل شيء للواقع
أم عن صخرة صامتة صامدة في وجه الرياح
أم عن نشيد يترنم به طفل
أم عن لوحة رسمتها أنامل رسام فذرفت معها الدموع
أم عن وطن استبد به الحزن
أم عن مساحة لم يشع فيها الأمل
أم عن رحلة لا يوجد فيها أحد
أم عن وقت مثخن بالجراح اعتادته السنين
أم عن كراسي خالية تئن وتصرخ تنادي
أين هي قناديلك
فصرخات قلمك مدوية
وحبره جف من النداء
وعن ورق تبعثر حتى أصبح أشلاء 0
يا صديقي :
لما لا تكن معي
تشاركني الهمسة
وتمنحني من وقتك دقائق لأبحر معك
علني أنسيك جرحك
وارسم على شفاهك ابتسامة
كانت ذبلت من وقت طويل 0
يا رفيقي
أعرف أن الأمل يسكن جوانحك
ولكني أراك اليوم غائبا في عالم بعيد
لا أعلم إلى أي مدى يحملك ،
نظراتك تنبئ عن ألم دفين
كثيرة التساؤل
لا تطرب مطلقا 0
دعنا يا صديقي ننسى كل توشحات الحزن
وكل مواطن التعب
وكل مسارات البعد
فنعيش في أمسية أنت تشع بها
لتعيد لي البسمة
فقط لا تنسى أني أنتظرك
سيف المرواني ـ السعودية