قال لي ذات يوم معلمي الاستاذ محمد سليمان الشبل ايا كان الانسان تاجرا او صانعا او موظفا او طبيبا او مهندسا .. او.. او .. هذا الانسان رأس ماله سمعته، فعندما يكون الانسان تقيا ومتوكلا حسن الخلق يعرف الحلال والحرام مكثراً لذكر الله كثير الشكر لرب العالمين مخلصاً لدينه ووطنه اميناً، صادقاً لا يظلم ولا يكذب ولا يغتاب ولا ينافق كريماً، يؤدي الفروض والصلاة في اوقاتها ويرتاد المساجد، وبهذه الصفات يحبه الله تعالى ان شاء الله، ويحبه الناس ويقبلون عليه ويكون باراً بوالديه ويصل ارحامه ويوقر الكبير ويرحم الصغير وينزل الناس منازلهم ويحترم نفسه هنا الانسان بإذن الله تعالى سمعته مثل الذهب الخالص وسوف يذكره الناس حياً او ميتاً بالذكرى الحسنة.
قال تعالى في محكم كتابه الكريم (قد افلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون) المؤمنون 1 – 3.
وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم.(ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، واكرام ذي السلط المقسط).وقال ايضا عليه الصلاة والسلام (انزلوا الناس منازلهم).
ودخل عيينه بن حصن على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال هي يابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم ان يوقع به، فقال له الحر: يا امير المؤمنين ان الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) وان هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى.
وقال العرب: العالم الجليل شديد الهيبة، رزين وقور، بطيء الالتفات، قليل الاشارات، ساكن الحركات، لا يصخب ولا يغضب، ولا يبهر في كلامه، ولا يمسح لحيته كل حين، وقال المثل: احترم نفسك يحترمك الناس.
وقال حكيم: ان احترام النفس اول دلائل الحياة.
وقال الشاعر:
صن حر وجهك لا تهتك غلائله
فكل حر لبحر الوجه صوان
وقال شاعر آخر:
نفسك اكرمها فانك ان تهن
عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
فيا سادة يا كرام كن كمن يسمع عنك يتمنى مقابلتك، ومن يعرفك يدعو لك بالخير، ومن يراك يتمنى ان يكون مثلك، ونتذكر قول الله تعالىة (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم قالوا سلاما) 63. الفرقان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة اجمعين.