طهران ــ وكالات
في اعتراف صريح من مرشد إيران علي خامنئي، بالتدخل في شؤون دول الجوار، شدد خامنئي على ضرورة أن تشن طهران حربا مخابراتية ضد ما سماها “الدول الأعداء”، عن طريق “التغلغل وسرقة المعلومات وتغيير محاسبات صناع القرار، وتغيير معتقدات الشعوب وخلق الأزمات الاقتصادية والتوترات الأمنية بهذه الدول”.
وتعادي إيران دول الجوار، حيث تدعم نظام الأسد في سوريا، والمليشيات الحوثية في اليمن لشن هجمات على المملكة ودول الجوار، وتعمل على زعزعة استقرار العراق؛ عبر مليشيا الحشد الشعبي في إطار سياساتها التوسعية، كما الأمر في لبنان حيث مليشيا حزب الله الإرهابي، فضلاً عن علاقة إيران الوطيدة مع قطر وتنظيم الحمدين.
وطالب خامنئي، في لقاء جمعه بوزير الأمن وكبار قادة الوزارة، مسؤولي الأمن في البلاد، بـ”وضع برنامج هجومي”، زاعما وقوف إيران “وسط ساحة حرب”.
وألمح خامنئي إلى أبعاد هذه الحرب، قائلا: “في هذه الحرب هناك الكثير من الأساليب مثل التغلغل وسرقة المعلومات وتغيير معتقدات الشعوب، وكذلك خلق الأزمات الاقتصادية والتوترات الأمنية”.
وتابع: “من الضروري التصدي لحرب استخباراتية ووضع برنامج هجومي لإلحاق الهزيمة بالأعداء” حسب تعبيره، مطالبا بأن “يحدد جهازنا الاستخباراتي قواعد اللعبة”.
وحث خامنئي مسؤولي الأمن على تكثيف التدخل في الشؤون الداخلية للدول بعمليات استخباراتية لإيران.
وتسبب نظام الملالي الإيراني الذي ينفق أموال الشعب على التدخلات الخارجية في تجويع الشعب، واندلاع احتجاجات شعبية عارمة ضد النظام الإيراني.
وكان محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق، وجه رسالتين إلى مرشد إيران علي خامنئي، عبّر فيهما عن غضبه من تردي الأوضاع المعيشية والتي أدت إلى اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة ضد نظام الملالي في أكثر من 100 مدينة إيرانية، مطلع يناير .
فيما طالب مارك دوبويتز، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والمستشار البارز ريتشارد جولدبيرج، امس “الخميس”، صناع السياسة في الولايات المتحدة التفكير في سؤال، هل الولايات المتحدة مستعدة لقطع شرايين الحياة المالية، التي تبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة؟
وفي مقالهما في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أوضح الكاتبان أن إيران أنفقت نحو 15 مليار دولار العام الماضي لدعم بشار الأسد شريكها الاستراتيجي منذ فترة طويلة في دمشق، فقد اشترت الأسلحة لجيشه وموّلت المليشيات الأجنبية بما فيها حزب الله، للحرب لصالح “الديكتاتور السوري”.
وتبلغ مساهمة إيران السنوية لحزب الله ما بين 700 و800 مليون دولار، كما نشرت طهران مليشيا الحرس الثوري في سوريا، وأقرضت الأموال للأسد لتمويل الواردات مثل البترول.
كما مددت إيران خط ائتمان بقيمة مليار دولار في 2017 على رأس 5.6 مليار دولار قدمته بالفعل، ويتم تقديم هذا الائتمان عبر بنك تنمية الصادرات الإيراني، بينما يتم تشغيل جميع الصناديق عبر البنك المركزي الإيراني في نهاية المطاف.
وقالا: إن الاتفاق النووي خفف العقوبات على البنوك الإيرانية وأصول النظام والقطاعات الاقتصادية، مضيفين أنه يتحتم على الضربة العسكرية الغربية على سوريا أن تؤدي إلى “تفاهم عبر الأطلسي يسمح ببدء الحرب المالية الحقيقية ضد الرابطة الإيرانية السورية”.
وأشار الكاتبان إلى أنه في 2011 صوت مجلس الشيوخ الأمريكي على فرض العقوبات على البنك المركزي الإيراني، وذلك استنادًا إلى دور البنك في تمويل التنمية النووية الإيرانية غير المشروعة والإرهاب وانتشار الصواريخ وغسيل الأموال والتحايل على العقوبات.
وتابعا فى مقالهما، أنه لم يكن الهدف من هذه العقوبات وغيرها الحد من السلوك النووي وحده، فإذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بنكا أو شركة أو قطاعا إيرانيا يدعم نشاطًا خبيثًا غير نووي – مثل دعم الحرس الثوري وحزب الله لجرائم الأسد ضد الإنسانية – فإن من سلطته إعادة العقوبات المستهدفة للنشاط غير المشروع.
وأكد الكاتبان على أنه يتحتم على أوروبا دعم هذه العقوبات حتى تكون بمثابة جزء من حملة ضغط قصوى تستهدف النظام السوري وأنصاره.
وقالا: إن ذلك يبدأ بإعادة فرض العقوبات على البنوك الإيرانية التي تدعم الأسد، ثم استهداف جميع رعاة الحرس الثوري، وحزب الله الإرهابيين.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يواجه تكتل مرشد إيران والمؤسسات وصادرات الطاقة والقطاعات الرئيسية الأخرى للاقتصاد الإيراني تلك العقوبات.
وقالت: إن ترامب طلب اتخاذ إجراء أوروبي قاسٍ ضد حزب الله والحرس الثوري، وبينما تصنف الولايات المتحدة هاتين الجماعتين منظمتين إرهابيتين لا يفعل الأوروبيون ذلك.
وأضاف الكاتبان: إنه يتحتم على أوروبا الانضمام إلى الولايات المتحدة واتخاذ إجراء ضد هؤلاء الإرهابيين بصرف النظر عن مصير الاتفاق النووي.
ويتعين على الولايات المتحدة وأوروبا الاتفاق على إصلاحات للاتفاق النووي بحلول 12 مايو المقبل عندها يجب أن يقرر ترامب إذا ما كان سيصدر تنازلا آخر لمدة 4 أشهر بتعليق العقوبات على البنك المركزي الإيراني.
ويقول الكاتبان إنه في حالة رغبة الأوروربين في الحفاظ على الاتفاق النووي ومعاقبة عناصر تمكين الأسد فهم في حاجة إلى المضي قدمًا في فرض العقوبات.
واختتما مقالهما بالقول إن هجوم الأسد الأخير بالأسلحة الكيمائية منح ترامب فرصة للاستفادة من الدعم النادر بين الحزبين وعبر الأطلسي لاستهداف أنشطة إيران في سوريا و”يتحتم على الرئيس استغلاله إلى أقصى حد”.
وفى السياق ضرب زلزال بقوة 5.9 على مقياس ريختر، أمس الخميس، محافظة بوشهر الإيرانية التي يوجد بها أحد المفاعلات النووية.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء، عن التلفزيون الرسمي الإيراني، أن الزلزال لم يؤد إلى سقوط ضحايا بالمحافظة التي تضم أحد المفاعلات النووية.
وبحسب الوكالة، فقد شعر سكان العاصمة الكويتية والمناطق المحيطة بها بالهزة الأرضية، كما قال مواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين إنهم شعروا بالزلزال وإنهم أخلوا المباني الشاهقة.
وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية وهي عرضة للزلازل بشكل شبه يومي.
والأحد قبل الماضي ضرب زلزال بلغت قوته 5.3 درجة غرب إيران، ما أسفر عن إصابة 38 شخصا على الأقل.
وكان زلزال بقوة 7.3 درجة ضرب المنطقة نفسها في نوفمبر ، وأسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة ما يزيد على 8000.