•• أعادني الحوار الذي بث مع تلك القامة الفارعة معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري.. والذي تمت اعادته مؤخراً.. اعادني الى عام 1415هـ أي قبل أكثر من عشرين عاماً عندما التقيت به مع حبيبنا الاستاذ محمد رضا نصر الله في منزله بالرياض.. وكنا في زيارته.. عندها فاجأني رحمه الله بما يحمله من ذكريات عن المدينة المنورة بالذات، وعن رجالات المدينة.. كأنه عاش فترة صباه وشبابه بها.
كان رجلاً له نظرته الفاحصة للأشياء والدقيقة في الحكم عليها لا يعرف الالتواء أو النظر بنصف نظرة الى ما يريد أن يعطي وجهة نظره فيه. فالصدق لديه له مكانته التي لا يحيد عنها، وتلك الميزة هي احدى مميزاته التي فتلت تلك العلاقة بينه وبين ذلك القائد الباحث عن الصدق عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
لقد كان حكيماً في رؤيته ودقيقاً في تصويباته بذلك الحرص على احتواء كل صاحب فكر مهما كان فكره شاذاً.. إنه يؤمن بقيمة الحوار، وتلك ميزة الكبار.
ونحن نودعه.. التفت إلي قائلاً: لابد أنك ذاهب الى المدينة الطيبة قلت نعم.
وقال وهو يشد على يدي في أبوة واضحة: بلغ سلامي لحبيبنا المصطفى صلوات الله عليه.
مسني ذلك القول العفوي منه حتى العظم.
رحم الله ذلك الشيخ الوقور الحكيم واسكنه فسيح جناته.