متابعات

ولي العهد يزور الجزائر لتعزيز التعاون وبحث قضايا المنطقة

جدة – البلاد
وسط اهتمام كبير من المراقبين والمحللين السياسيين والاقتصاديين، تأتي الزيارة الهامة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع؛ لتعزيز الروابط القوية وعلاقات التعاون وبحث قضايا المنطقة ، وذلك تجسيدا لحرص قيادتي البلدين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؛ لما فيه مصالح الشعبين الشقيقين، ويعكس العلاقة التاريخية والتنسيق المشترك تجاه قضايا المنطقة ، ومايتعلق باستقرار أسواق النفط العالمية، بحكم عضوية المملكة والجزائر في منظمة (أوبك).
وفي إطار التنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين، سبق أن تسلم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- رسالة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

وقام بتسليم الرسالة لخادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وزير العدل حافظ الأختام الجزائري الطيب لوح، خلال استقباله له في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض .
وقد نقل لخادم الحرمين الشريفين تحيات الرئيس الجزائري، فيما أبدى الملك المفدى تحياته له.
كما استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمقر الرئاسة مؤخرا، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ، وذلك في إطار تعزيز أواصر العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، وحرصهما على تطوير سبل التعاون المشترك.
• زيادة الاستثمارات •
ويعمل البلدان على رفع التبادل التجاري، والاستثمارات تباعا خلال السنوات المقبلة ، وذلك من خلال اتفاقيات التفاهم والشراكة الاقتصادية، التي نتجت عن لقاء الأعمال السعودي الجزائري، وتشمل عدة مجالات للاستثمار.
وترجمة لعلاقات التعاون المضطردة، نظم مجلس الغرف السعودية، بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار في المملكة، والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار الجزائرية، لقاء مهما في يوليو الماضي بمقر المجلس، وذلك هامش أعمال الدورة الثالثة عشرة للجنة الجزائرية – السعودية المشتركة، تناول فرص الاستثمار في القطاعات الاقتصادية بالجزائر”، وذلك بحضور وكيل المحافظ لتطوير البيئة الاستثمارية بالهيئة العامة للاستثمار الدكتور عايض العتيبي، ومدير عام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بالجزائر عبدالكريم منصوري، ونائب رئيس مجلس الغرف السعودية منير بن محمد ناصر بن سعد، وممثلي مؤسسات وهيئات حكومية وشركات وأصحاب أعمال من الجانبين.
وخلال الفعاليات أعرب نائب رئيس مجلس الغرف السعودية منير بن محمد ناصر بن سعد ، عن أمنياته بأن يحقق اللقاء تطلعات وأهداف الجانبين السعودي والجزائري، فضلاً عن إسهامه في تشجيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والاستفادة من الروابط المشتركة، مؤكداً أن هذا اللقاء يأتي امتدادا للعمل المشترك؛ في إطار تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة والجزائر، والرغبة في استمرار هذه العلاقات وتوطيدها؛ بما يخدم مصلحة البلدين، مبيناً أن من أبرز تلك التوجهات ،الاستفادة من الإمكانيات والفرص الاستثمارية المتاحة والمزايا التنافسية، بجانب تبادل الآراء والمقترحات، حول سبل تطوير حركة التجارة والاستثمار بين البلدين، حيث تعد الجزائر أرضا واعدة للفرص الاستثمارية في عدة قطاعات اقتصادية، وتستهدف المملكة من خلال رؤيتها 2030 تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الدول الصديقة والشقيقة، وفي مقدمتها الجزائر.
وحول الجوانب الاقتصادية المهمة والواعدة في العلاقة السعودية الجزائرية ، أكد رئيس الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار في الجزائر عبدالكريم منصوري, حرص الجانبين على تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال بحث الاستثمارات المنتجة ، مشيرا – طبقا لـ واس- إلى أن الوضع الاقتصادي الراهن المتميز بشموليته ترتب عنه منافسة قوية بين الدول، التي أصبحت تسعى إلى جلب الاستثمار المباشر؛ من أجل ضمان توفير الثروات، مبيناً أن الجزائر تبنت نهجاً لجلب الاستثمارات في جميع الميادين وعلى شتى المستويات المؤسساتية والتنظيمية، مقدمة العديد من المزايا لما تتمتع بها من وفرة في الموارد الطبيعية والبشرية، مما يجعلها من أكبر الأسواق في العالم، وأكثرها وعوداً.
ولأن الاستثمارات مرهونة بالمناخ التحفيزي الجاذب ، حرص الجانب الجزائري على التأكيد بأن بلاده من خلال الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ، تتولى دعم المستثمرين وتقدم لهم المساعدات والتسهيلات، كما تمنحهم المزايا المقررة في التشريع، مفيداً أن العديد من الاستثمارات، استفادت من خدمات الوكالة، فقد تم تسجيل، خلال الفترة الممتدة من عام 2002 إلى 2017، عدد (18) مشروعاً في إطار الشراكة الجزائرية السعودية، وكذلك شراكة مع الشركات متعددة الجنسيات، التي تضم مساهمات سعودية تصل قيمتها إلى 50 مليار دينار جزائري وستوفر 3295 فرصة وظيفية، مشيراً إلى أن قطاع الصناعة في الجزائر من أكثر القطاعات الذي يجذب الاستثمار السعودي ، وقد تناول اللقاء توفر المجالات الاستثمارية الواسعة في القطاعات الجزائرية الخمسة المتمثلة في الزراعة، والصناعة، والطاقة، والبيئة والطاقة المتجددة، السياحة، كما تم الحديث عن فرص الشراكة في الشركات العامة، ورؤية المملكة 2030 والمجالات الاستثمارية المرتبطة بها.
من جانبه، أكد رئيس الجانب الجزائري بمجلس الأعمال السعودي الجزائري المشترك عدول عز الدين، أن مثل هذه اللقاءات تدخل في إطار تجسيد اللجنة المشتركة الجزائرية السعودية ومجلس الأعمال المشترك لخدمة مصالح البلدين الشقيقين، وتحقق تبادل المنافع بصورة متوازنة، معرباً عن طموحه في أن يتم تكثيف المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وان تكون هناك مشاريع استثمارية مشتركة. في السياق نفسه وخلال اللقاء المشترك .
كما تناول رئيس الجانب السعودي بمجلس الأعمال السعودي الجزائري المشترك رائد بن أحمد المزروعي، استثمارات المملكة ببعض الدول العربية، مفيداً أن الجزائر لديها الكثير من الثروات المعدنية والحيوانية، والفرص فيها كثيرة مما يسهم في خلق فرص عمل بين الشباب ، مؤكدا أن المستثمر السعودي لدية جدية في الاستثمار في جميع المجالات.
من جانبه، أكد وكيل المحافظ لتطوير البيئة الاستثمارية بالهيئة العامة للاستثمار الدكتور عايض العتيبي، أن من اولويات التعاون المشترك تشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة، من خلال إبراز الفرص والمجالات الاستثمارية بين البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين الجانبين، وإقامة المعارض، والملتقيات، وورش العمل المختلفة التي تجمع المستثمرين السعوديين مع نظرائهم الجزائريين، وتوفير الأطر التنظيمية اللازمة وإيجاد الآليات المناسبة لتسهيل إجراءات الاستثمار والعمل على إزالة المعوقات والتحديات التي تواجهها. من جانبه، أبدى سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى المملكة أحمد عبد الصدوق، عن حبه وحب شعب الجزائر كافة للمملكة العربية السعودية، وقال: “كيف لا نحب بلدا، يوجد فيها الحرمان الشريفان، ونحب أيضا ملوكها وشعبها”، مقدماً شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لمواقفه مع الجزائر في جميع الأصعدة ، مضيفا أن الجزائر لديها العديد من المقومات الاستثمارية وسيتم العمل – بإذن الله – على تنمية الاستثمار بين المملكة والجزائر، موجهاً رسالة للمستثمرين ورجال الأعمال لدعم وتطوير الاستثمار والاقتصاد، وزيادة فرص العمل بين البلدين.
• اتفاقيات التعاون •
لقد أثمرت أعمال اللجنة السعودية الجزائرية المشتركة ، عن توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة في المجال الاقتصادي ، وأشاد رئيس الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار في الجزائر عبدالكريم منصوري، خلال اجتماعات اللجنة بما تتمتع به العلاقات الروابط الأخوية والاقتصادية، التي تجمع المملكة العربية السعودية والجمهورية الجزائرية من متانة ورسوخ، في ظل ما تحظى به من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، مشيرا في تصريح سابق لـ (واس) إلى المزايا والامتيازات التي توفرها حكومة الجزائر لجذب المستثمرين، مبيناً أن الاستـثمارات المنجـزة ضمن بعض النشاطـات التابعة لـلفروع الصناعية، كصناعة الحديد والتعدين، واللدائن الهيدروليكية والكهربائية والكهرو منزلية، والكيمياء الصناعية، وقطاع السيارات، وبناء السفن وإصلاحها، والتكنولوجيا المتقدمة، وصناعة الأغذية، والنسيج والألبسة، وغيرها، ستستفيد من إعفاء مؤقت لمدة (5) سنوات من الضريبة على أرباح الشركات، والضريبة على الدخل الإجمالي والرسوم على النشاط المهني، وتمنح تخفيضا قدره 3% من نسبة الفائدة المطبقة على القروض البنكية، كما ستعفى جميع الشركات من حقوق التسجيل.
وفي قطاع الزراعة، أفاد منصوري أن ” الصندوق الوطني لتنمية الاستثمار الفلاحي” في الجزائر قدم العديد من الامتيازات للاستثمار في هذا القطاع، ومنها استحداث قروض بدون فوائد، وكذلك استحداث قروض استثماري في إطار إنشاء مزارع تختص بالزراعة والثروة الحيوانية على أراض زراعية. وفي القطاع الصناعي سيستفيد المستثمرون من الإعفاء المؤقت لمدة خمس (5) سنوات، للضريبة على أرباح الشركات أو الضريبة على الدخل الإجمالي والرسم على النشاط المهني، كما سيمنح تخفيض قدره 3 % من نسبة الفائدة المطبقة على القروض البنكية، وستستفيد الاستثمارات التي تنجزها مؤسسات القطاع الصناعي في مجال البحث والتطوير، عند إنشاء مصلحة للبحث والتطوير، كما ستمنح التجهيزات المتعلقة بالبحث والتطوير، التي تم اقتناؤها من السوق المحلية أو المستوردة، وإعفاء من كل الحقوق الجمركية أو من أي رسم يعادله.
• علاقات متميزة وتنسيق مشترك •
وحول التعاون المشترك، وصف رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، العلاقات السعودية – الجزائرية بـ(المميزة) . وقال معاليه في تصريح سابق لـ (واس) بمناسبة زيارته الرسمية مؤخرا إلى الجزائر؛ تلبية لدعوة تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح: إن هذه الزيارة تأتي في سياق حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، على تعزيز العلاقات وتقوية أواصر الروابط بين البلدين وشعبيهما، وتنسيق المواقف المشتركة بينهما تجاه مختلف القضايا، إضافة إلى دعم العلاقات البرلمانية الثنائية وتعزيز التعاون المشترك؛ بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
وأكد رئيس مجلس الشورى على أن تبادل الزيارات بين مجلس الشورى ومجلس الأمة الجزائري؛ سواء على مستوى الرئاسة أو على مستوى لجان الصداقة، يعكس الرغبة لدى المجلسين في دفع التعاون بينهما نحو آفاق أرحب بما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين، وبما يواكب عزم وتصميم قادة البلدين على مواصلة دفع المسيرة المباركة للتعاون المشترك لتحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشورى في تنمية وتطوير علاقات المملكة في مجال الشورى، والتنسيق البرلماني مع الدول الشقيقة وكذلك الصديقة، والتأكيد على دور المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين، من خلال اطلاع البرلمانيين في مختلف الدول على مواقف المملكة الراسخة تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية الراهنة.
هذه الإشادة من جانب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، بتطور علاقات التعاون ، أكد عليها أيضا رئيس مجلس الأمة الجزائري وبيان هيئته التشريعية،الذين ثمنوا حرص قيادتي البلدين الدائم على التواصل والتعاون ، بما يخدم التطلعات المشتركة، ويزيد من توطيد أواصر الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *