عبدالخالق سعيد
تحتل المملكة العربية السعودية مكانتها المرموقة بين دول العالم بثقلها السياسي والاقتصادي والتنموي ما أتاح لها الانضمام بجدارة إلى دول العشرين حيث مقعدها في المحفل الدولي المهم لتشارك بقوة في طرح ومعالجة مشكلات العالم المتشعبة والمنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط الملتهبة.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وفد المملكة في قمة العشرين في مدينة بريزبن الاسترالية مؤكدا سموه على ضرورة الارتباط بين النمو الاقتصادي والسلم العالمي مضيفا بان المملكة مستمرة في تنفيذ الاصلاحات المعززة للنمو والتنوع واستدامة رفع معدلات التوظيف واضعا شرطا اساسيا لمحاربة الفقر متمثل في الطاقة الموثقة بتكاليف معتدلة وفي هذا الجانب اعلن سموه بدء برنامج وطني للترشيد ورفع كفاءة الطاقة واضعا في الاعتبار متطلبات التنمية المنشودة من اجل رفاهية المواطن.
وعزا سموه ضعف وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي الى زيادة حدة المخاطر المحيطة بالكثير من الدول ما يتطلب مواصلة تنفيذ السياسيات الاقتصادية والاصلاحات الهيكلية الداعمة للنمو اضافة الى ايجاد فرص العمل والسير في تنفيذ الاصلاحات المالية والاستمرار في تعزيز اطر السياسات المالية والهيكلية في اقتصاد بعض الدول الاعضاء.
وعلى الجانب السياسي طالب رئيس وفد المملكة الامير سلمان الجميع بضرورة التعاون والعمل لمعالجة القضايا التي تمثل مصدر التهديد للسلم العالمي ومن ذلك العمل على حل النزاع العربي الاسرائيلي حلا عادلا وشاملا منوها الى ان استمرار الازمة السورية قد فاقم من معاناة الشعب السوري الشقيق واسهم في ازدياد حدة الاستقطاب وانتشار العنف والارهاب في دول الشرق الاوسط.
وعن الطاقة واهميتها في التنمية والاستقرار العالمي اكد سموه بان المملكة مستمرة في سياستها المتوازنة ودورها الايجابي لتعزيز الاسواق العالمية من خلال اهميتها في السوق البترولية العالمية ماخذة في الاعتبار مصالح الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة ومن اجل ذلك استمرت المملكة في الاحتفاظ بطاقة انتاجية اضافية بشكل كبير لتعزيز استقرار اسواق الطاقة العالمية بما ينعكس على دعم النمو الاقتصادي العالمي وضمان استقراره مشيرا لما حققته المملكة خلال الاعوام الاخيرة من نمو قوي في القطاع غير النفطي معبرا عن الارتياح للاوضاع المالية العامة الجيدة نتيجة للجهود المبذولة من خلال بناء الاحتياطات وتخفيض نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي حتى بلغت الى اقل من ثلاثة في المئة اضافة الى بناء مؤسسات مالية وقطاع مصرفي متين متمتعا بالمرونة والملاءة المالية القوية مؤكدا حرص المملكة على العمل مع المجموعة لتحقيق الاهداف المشتركة.
وفي هذا الحضور الاقتصادي الاممي اكتسبت المملكة العربية السعودية اهتماما وحضورا دوليا من خلال الخطاب الشامل الذي القاه ولي العهد الأمير سلمان رئيس الوفد مجسدا فيه الواقع الاقتصادي والمجتمعي لشعوب العالم والذي تناقلته الصحف العالمية كما نقله الإعلام مشيدا بدور المملكة الثابت في تعزيز الاقتصاد الوطني والعالمي من خلال المشاركة الفعلية منطلقة من واقعها الاقتصادي ونموها المستمر ومكانتها السياسية وحرصها على ضمان السلم والاستقرار العالمي من اجل النهوض بالشعوب التي تعاني الكثير من مشاكلها.
وما اثلج الصدور في ترؤس ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفد المملكة الى قمة العشرين تلك المكرمة الملكية التي اعلنها سموه الخاصة بالدارسين السعوديين على حسابهم الخاص في استراليا وعددهم 270 طالبا وطالبة ممن اكتملت فيهم شروط الدراسة على حسابهم الخاص وتوجيه سموه الكريم بالحاقهم الفوري بالبعثة على ان تتولى المملكة تسديد تكاليف دراستهم العليا. وقد عبر الدارسون على حسابهم الخاص في استراليا وذويهم عن غبطتهم بهذه المكرمة المباركة رافعين آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – وسمو ولي عهده الامين على ما يجده التعليم من دعم مستمر من القيادة الرشيدة.
ويبقى اخيراً ان انضمامنا الى مجموعة العشرين انما يجسد متانة اقتصادنا الوطني تأكيدا للعدالة الاجتماعية واعتدال ميزان سياستنا نحو العالم قاطبة دون تفرقة او تمييز وبالتالي مكانة المملكة اقليميا ودوليا.
رجل أعمال