جدة ــ وكالات
تترقب طهران بقلق وخوف بالغين، جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، التي استهلها بمصر، ثم بريطانيا ليصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
جولة تدرك طهران أنها ستحدد معالم تحالف عالمي للتصدي لما تعتبره إيران “مصالح”، ويعتبره العالم “أطماعا”، ما من شأنه ان يكون له تداعيات سلبية على مخططات طهران التوسعية في أكثر من جبهة.
ولعل هذا ماترجمته صحيفة “آفتاب یزد” الإيرانية، من حيرة ومخاوف سلطات بلادها من جولة الأمير محمد بن سلمان، وخصوصا من محطته الأخيرة التي قادته إلى واشنطن، وعدد من الولايات الأمريكية، وكتبت تقول: “مساعي ولي العهد الطموح خلال زيارته إلى بريطانيا وأمريكا.. إلى ماذا يصبو؟”.
واعترفت الصحيفة بأن جولة ولي العهد الخارجية، قد تكون لها عواقب ضد ما أسمته بـ”المصالح الإيرانية”.
وقبل أن يستهل ولي العهد جولته تواترت تحذيرات المسؤولين الإيرانيين من إلغاء الاتفاق النووي، أو المساس به، في موجة غضب ترجمت هشاشة السياسة الاتصالية لمؤسسات البلاد.
فحمى من التصريحات التي فضحت، في معظمها كم المخاوف الكامنة في باطن نظام يرتعد خوفا من تسونامي الغضب المرتد داخليا وخارجيا.
الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حذّر خلال لقائه، مطلع الشهر الجاري، وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، من “تقويض” الاتفاق النووي.
بدوره لم يفوت المرشد الإيراني، علي خامنئي، فرصة التلميح إلى التأثيرات المحتملة لجولة ولي العهد .
بينما تلتقي رؤى المملكة وأمريكا حول أهمية أهمية التصدي للتهديد الذي تشكله إيران لاستقرار المنطقة، وفي ضرورة التصدي لأطماعها التوسعية.
أطماع توسعية تجسدت من خلال أذرع مسلحة، في شكل مليشيات، تزرعها طهران في أكثر من جبهة قتال في أي مكان تخطط لتقسيمه؛ تمهيدا للانقضاض عليه والسيطرة على مفاصله.
وبانكشاف مخططاتها، تأكد للعالم أن شكاوى المنطقة من إيران كانت مسنودة بحيثيات حقيقية بعيدة عن نظرية المؤامرة التي تسعى طهران لاستحضارها كلما عجزت عن رد تهمة أدانتها ممارساتها على أرض الواقع.
وقبل أشهر، رحبت المملكة بتقرير أممي أكد أن تدخلات إيران العدائية، ودعمها لمليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، بصواريخ متقدمة وخطيرة، تهدد أمن المملكة والمنطقة.
موقف أمريكي، تلته تصريحات من رئيسها دونالد ترامب، قال فيها: إن “النظام الإيراني هو الرائد في العالم في رعاية الإرهاب، فهو يسهل لحزب الله وحماس وللكثير من الإرهابيين الآخرين، زرع الفوضى وقتل الأبرياء، كما أنه مول وسلح ودرب أكثر من 100 ألف مسلح لنشر الدمار في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
مواقف أظهرت في مجملها أن صبر واشنطن على طهران قد نفد، في تطابق مع موقف المملكة بهذا الخصوص، وخصوصا مع تصريح ولي العهد الذي قال فيه: “إن خامنئي هو هتلر الجديد في الشرق الأوسط، فهو يريد التمدد في المنطقة ونشر مشروعه وأفكاره على العالم تماما كما فعل هتلر، وأنا لا أريد أن يحدث هذا الأمر في الشرق الأوسط”.