أ/ خليل أحمد الحبشي
نعود ونتذكر الجزء الأول من مقالتى الأسبوع الماضي، والتى كان محور حديثى فيها عن العيد، واستقبال العيد، وبالتحديد عيد الفطر.
كما أشرت أنه بعد العودة من صلاة العيد، من المشهد أو الجامع تذهب الأسرة إلى بيت كبير العائلة، وفى هذه الحالة يكون فى الغالب الجَدْ والجدة للسلام عليهما، ولتناول طعام الإفطار .
وكما هى العادة، يتم توزيع العيديَّة، وهى فى العادة مبلغ من المال يأخذه كل ابن وابنه وحفيد وحفيدة بعد السلام على الجد والجدة . وكما هى عادة أهل جدة يكون الإفطار عبارة عن أنواع مختلفة من الأجبان والزيتون واللبنة والحلويات، بأنواعها الطحينية والهريسة واللبنية واللدو؛ إضافة إلى الطبق الرئيس فى هذه المناسبة، وهو طبق الدِّبْيَازَة، التى تشتهر به مدن جدة ومكة والمدينة .أما الخبز الذى يؤكل على مائدة الافطار فهو الشُّرِيك والكعك والمعمول والغُرَيِّبَة.
أما الزيارات فتكون فى الْيَوْمَ الأول بين الأهل والأقارب؛ حيث يزورون بعضهم البعض والأيام الأخرى تكون لزيارة أبناء الحارة والجيران بعضهم البعض. كل حارة من الحارات يكون لها يوم تحتفل فيه بالعيد، وتجد بقية أبناء الحارات الأخرى يذهبون لمشاركة أبناء الحارة، التى تحتفل فى عيدها، وتجد رقصة المزمار الشهيرة، وكما هو معروف يلبس أبناء الحارة الثياب الجديدة ابتهاجا بهذه الأيام المباركة.
إن العيد فى جدة التاريخية له طقوس مميزة يلتزم بها أبناء الحارات؛ حارة الشام ، المظلوم ، اليمن، والبحر . حيث تقيم كل حارة عيدها فى يوم يحدد، ويتفق عليه أهالى الحارات وبذلك تجد الأهالى يذهبون بأبنائهم إلى تلك الحارة لشراء الحلوى والحاجيات وركوب المراجيح بأنواعها، وبهذه الطريقة تكون هنالك منفعة للبائعين من أبناء الحوارى بعضهم البعض . وهذه من صفة ابن الحارة، وهي مساعدة أبناء الحارات الأخرى.
حديث العيد شيق وطويل، ولكننى اختصرت الكثير، وأتمنى أن أكون قد نقلت لكم صورة تعكس واقع العيد الحقيقى … وإلى اللقاء فى موقع آخر، وموضوع آخر بصحبة ولد الحارة.