جدة

ولد الحارة (٤).. الرحلات المدرسية

خليل أحمد الحبشي
لقد كانت الرحلات المدرسية جزءا هاما فى النشاط المدرسى اللامنهجى والذي له الأثر الكبير فى رفع معنوية الطالب وتوثيق حبه وانتمائه لمدرسته ومعلمه، وهذا هو نفس الحال بالنسبة لولى أمر الطالب.. تختلف وجهات الرحلات المدرسية فى ذلك الزمان الجميل حسب ميول طلبة المدرسة ورغباتهم..
إحدى الرحلات المدرسية التى شاركت فيها كانت إلى وادى فاطمة عندما كنت فى العاشرة من العمر.. كما هى العادة فى ذلك الوقت تجد أبناء الحارة طلاب وأولياء الأمور يشاركون فى هكذا رحلات لمساعدة ادارة المدرسة وخلق نوع من التقارب والتآلف . تجد سائق الحافلة والطباخ والقهوجى جميعهم أبناء الحارة يقومون على خدمة كل من فى تلك الرحلة المدرسية. لقد جرت العادة ان يصطف جميع من يشارك فى تلك الرحلة امام الحافلة يلتقطون صورا تذكارية ومن باب الفكاهة تجدهم يوقفون الخرفان معهم فى الصف وبعضهم ومن صغار السن يمتطون ظهر الخروف، لأخذ الصورة . إن السفر الى وادى فاطمة لم يكن باليسير فى تلك الأيام لأن الطرق لم تكن معبدة؛ لذلك يستوجب على مدير المدرسة ان يصطحب معنا دليلا أو مرشدا، وهو أيضا ابن من أبناء الحارة، يتولى إرشاد السائق . عند الوصول إلى وادى فاطمة يكون هنالك أبناء حى الوادي يستقبلوننا ويساعدون فى إنزال المؤن التى معنا. كنّا نستمتع بيوم كامل تتخلله الأنشطة المتعددة الرياضية بأنواعها، والبعض منا من هم على دراية ومعرفه بالسباحة فى العيون تراهم يذهبون لذلك ويستمتعون بالغطس فى المياه العذبة.
عند حلول فروض الصلاة يقوم أحد الطلبة بالنداء مؤذنا للصلاة وبعدها تقام الصلاة .
بعد تناول الغذاء تقام بعض المسابقات الثقافية والرياضية ، ثم يستعد بعدها الجميع للعودة .
ان مثل هذه الرحلات المدرسية تعود بفوائد جمة على الطلبة والمعلمين وكذلك من شارك من أولياء الأمور … كما أشرت فى الحلقات السابقة لابن الحارة، والتى خصصتها فى عدة أجزاء للحديث عن المدارس والتعليم زمان.. هأنا أختم بجزء الْيَوْمَ . سوف ألقاكم مع ولد الحارة فى موقع آخر نعرج عليه سويا للفائدة.
أستودعكم الله.. إلى اللقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *