الرياض-البلاد
أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد المشرف على الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، أن قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تتلهف لموسم الحج في كل عام، حيث تتحول الإنسانية كلها لأمة صغيرة قوامها ملايين الحجاج، تذوب بينهم جميع الفوارق والاختلافات الخاصة بالجنسيات والأعراق والألوان واللغات. مشيراً إلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية في الحج وهو تحقيق الأخوة الإسلامية والوحدة الإيمانية. وقال سعادته في حوار مع (البلاد) : إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من استعدادات كبيرة وما تقدمه من خدمات هائلة في هذا الموسم وكل موسم تستنفر فيه كافة القطاعات الحكومية والأهلية وتحشد الإمكانات المادية والبشرية، أمر يسر الخاطر ويثلج القلب ويسعد كل مسلم على هذه الرعاية والعناية المتواصلة التي تزداد خيراً وبهاءً من القيادة الرشيدة الراشدة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ــ رحمه الله ــ مروراً بأبنائه الكرام وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومعاونيه الكريمين سمو ولي العهد الأمين، وسمو ولي ولي العهد ــ حفظهم الله ــ . وشدد الأستاذ سلمان العُمري الرجل الخبير المعاصر لأعمال الوزارة في الحج منذ إنشائها قبل أكثر من عشرين عاماً على أن توعية الحجاج أصبحت أمراً ملحاً وواجباً ومطلباً ضرورياً لنشر الفقه السليم والصحيح لأركان الحج وواجباته وسننه ومحظوراته ، وذلك في سياق الحوار الآتي .
بداية.. كيف ترون مقاصد الشريعة في الحج والدروس التي يجب أن نستفيدها من هذه الشعيرة العظيمة؟
إن من يَسَّرَ الله ــــ سبحانه وتعالى ـــ له الحج، وهيأ له أسبابه، يعرف يقيناً أن الإسلام دين العدل الحقيقي الذي لا يفرق بين غني وفقير ولا بين أبيض وأسود، ولا بين عربي وعجمي، فالجميع وفدوا لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام، يتساوون في اللباس فيرتدون رداء واحداً في شكله ولونه، يعلنون العبودية والتوحيد لله وحده لا شريك له في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، يطوفون جميعاً بالكعبة، ويقفون جميعاً بعرفة في وقت واحد، وفي أيام محددة، يحلقون رؤوسهم أو يقصرونها ، ويرمون الجمار معاً، هدفهم واحد هو نيل ثواب أداء هذه الفريضة العظيمة، والحج المبرور الذي يَجبُّ ما قبله من ذنوب وآثام، لا يستطيع أحد أن يميز غنيَّهم من فقيرهم وهم في ملابس الإحرام بعد تجرُّدهم من متاع الدنيا وزينتها، ولا يستطيع أحد أن يبين عزيزهم من وضيعهم ، ولا يفرق بين حاكمهم ومحكومهم وهم يرفعون أكف الضراعة والتوسل للواحد القهار طلباً والنجاة من النار، حيث لا وساطة بين العبد وربه إلا العمل الصالح الخالص لوجه الحق جل وعلا.
وفي الحج لا مجال للسيطرة، أو الوصايا، أو فرض الشروط، أو الهيمنة، فالجميع أتى خاضعاً لله، متوسلاً إليه، راجياً ثوابه، متجرداً من هموم الدنيا وزينتها هذا التجرد الذي يسمح بالتعايش والتلاحم بين أبناء الشعوب، والأجناس، دون رغبة في الهيمنة، أو التسيد، أو النفوذ، فتتحول الإنسانية كلها لأمة صغيرة قوامها ملايين الحجاج.
هذه الصورة الرائعة نهديها كل عام للمتشدقين بحقوق الإنسان من المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة، أو أدعياء الديمقراطية ممن يطلقون سهام حقدهم أو جهلهم ضد الإسلام وأهله، ونقول: هل وُجد في أي ديانة أو نظام غير الإسلام مثل هذه المساواة التي لا تميُّز فيها بين مسلم وآخر على أساس الجنس أو اللغة أو العرق والطبقة أو المكانة الاجتماعية أو غيرها من الفوارق التي تعج بها أكثر الأنظمة الوضعية ادِّعاء وتشدقاً بالمساواة والحرية وحقوق الإنسان؟!
وربما كان من المناسب أن نهدي هذه الصورة الرائعة لأنفسنا معشر المسلمين أيضاً لنعرف مقاصد شريعتنا في تحقيق الأخوة الإسلامية والوحدة الإيمانية، وعلاج آفات الكبر والغرور، ونبذ عوامل الفرقة والشقاق؛ لأننا لو وعينا مقاصد الشريعة في الحج والدروس التي يجب أن نستفيدها من هذه الشعيرة العظيمة لاستطعنا ــ بإذن الله ــ أن نقف صفاً واحداً ضد مَن يريد ديننا بسوء وأمتنا بشر، ولامتلكنا من أسباب القوة ما يؤهلنا ــ بإذن الله ــ لتبوؤ مكانتنا كخير أمة أخرجت للناس، فليت أعداء الإسلام ينظرون ليدركوا حقيقة ما جهلوا، ويعترفوا بأن الإسلام رحمة لكل الإنسانية، وليتنا نحن أيضاً أمة الإسلام نتأمل لنعرف عاقبة تفريطنا في تعاليم ديننا، ونتلمس طريق الخلاص والرقي والنجاة في الدنيا، والفوز برضا الله ــــ جل وعلا ــــ في الآخرة.
هل يقع على الحاج جانب من المسؤولية في المحافظة على أمن بلاد الحرمين الشريفين وأمن الحج؟
– نعم.. فالمحافظة على أمن بلاد الحرمين الشريفين وأمن الحج ليس مسؤولية رجال الأمن فقط، بل هي مسؤولية كل مواطن ومقيم وكل حاج كل بحسب موقعه واستطاعته ؛ لأنه لا يمكن لمسلم أن يؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو حج بيت الله الحرام، بدون أن يكون الأمن مستتباً في الحرمين، وفي المشاعر المقدسة، فالمساس بأمن المملكة فيه مساس بأمن كل مسلم من كل البلاد، وبدينه وعقيدته.
فالمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومهد الرسالة الخاتمة، من خلال تطبيق الشريعة نعمت بالأمن، وحققت في ظلاله طفرات تنموية تحسدها عليها جميع دول العالم، وانخفضت بها معدلات الجرائم إلى أقل مستوى مقارنة بأكثر الدول تقدماً وتطوراً من الناحية التقنية والأمنية، وتلك الدول التي تعمل بها عشرات الأجهزة الأمنية وتنفق عليها مليارات الدولارات سنوياً لتحقيق ما تنعم به بلادنا الطيبة الغالية من أمن وأمان .
ولا يخفى أن مما يمس الأمن والأمان والطمأنينة في الحج نقل المشاكل السياسية، والاضطرابات الموجودة في بعض بلدان العالم الإسلامي، إلى موسم الحج من خلال الشعارات أو المظاهرات وغير ذلك، مما يشغل الناس عن الهدف الديني والشرعي الذي من أجله دفعوا حر مالهم، وتجشموا المشاق والصعاب، فلا يجوز لمسلم أن يكدر على هؤلاء الناس الذين هم ضيوف الرحمن في بيت الله مناسكهم وعبادتهم وصفّوَهم، وأمنهم، وأمانهم .
وعلى الحاج المسلم أن يترك توجهاته السياسية، مهما كانت صحيحة في نظره، حتى يعود إلى بلده، ويتفرغ لعبادة الله تعالى وذكره، والاستغفار، والدعاء، لعله يكون ممن رجع من حجه كيوم ولدته أمه .
والناظر بعين الإنصاف والعدل يتضح له بكل جلاء أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تألو جهداً في توفير كل ما يلزم لتيسير أداء ضيوف الرحمن لمناسك الحج، ولم تبخل عليهم بكل ما من شأنه تطوير المرافق والخدمات بالمشاعر المقدسة، لاستيعاب ملايين المسلمين القادمين من جميع أنحاء العالم لأداء هذه الفريضة الغالية . وما أعمال التوسعات العظيمة للحرمين الشريفين، وجسر الجمرات، والمسعى والمطاف إلا دليل على هذه الجهود المستمرة، التي هي على مرأى العالم كله، ويشهد بضخامتها، القاصي والداني ويقدر عظيم أثرها كل الأصدقاء والمخلصين لأمن ضيوف الرحمن وسلامتهم . حتى تؤتي هذه الجهود ثمارها، ويتضاعف خيرها، لابد أن يعي كل منا، وبخاصة الحجاج أنفسهم، أننا جميعاً مسؤولون أمام الله تعالى على إنجاح موسم الحج من خلال الالتزام بالأنظمة والقواعد، التي وضعت لأمن الجميع وسلامتهم، وتيسير أدائهم لمناسكهم، فالمرافق والإنشاءات والخدمات التي كلفت مليارات الريالات، لا تكفي وحدها ليخرج هذا الاجتماع الإيماني العظيم في أطهر بقاع الأرض بالصورة التي نطمح إليها، مالم يرافقها حرص كل حاج على سلامة إخوانه المسلمين وراحتهم، في جو من الأخوة الإيمانية التي تذيب كل الفوارق والاختلافات الخاصة بالجنسيات والأعراق والألوان واللغات، فوحدة مظهر المسلمين في ملابس الإحرام هي مظهر لوحدة أعم وأشمل أرادها الخالق سبحانه وتعالى عندما جعل الحج أحد أركان الإسلام ، وهي وحدة تتنافى مع بعض السلوكيات التي نراها في الحج من تزاحم وتدافع أو خروج عن التعليمات التنظيمية، أو إساءة استخدام المرافق، وغيرها من السلوكيات الأخرى .
إن البعد عن هذه الأمور، والحرص على سلامة الحجيج وراحتهم وأمنهم، يجب أن يكون أولاً نابعاً من قلب كل مسلم جاء لأداء فريضة الحج، في إطار من الوعي بالحكمة التي أرادها الله عندما شرع هذه الفريضة، فالحكومات والدول والأنظمة والتعليمات لا تخلق هذا الوعي، ولا تضمنه، ولا سيما لدى بعض المسلمين الذين ينتمون إلى طوائف أو مذاهب أو أعراق معينة في بعض دول العالم الإسلامي، من ذوي الثقافة المحدودة . ومن هنا تتضح مسؤوليتنا جميعاً في التناصح والتعاون خلال أداء الفريضة العزيزة، وأن يساعد كل حاج أخاه، ويأخذ بيده إن احتاج لذلك، بكل حب وبشاشة، فهذه هي أخلاق المسلم في كل وقت .. وهكذا يجب أن تكون في الحج، وأن نبتعد جميعاً عن كل ما يمكن أن يعكر صفو هذا العرس الإيماني العظيم، الذي يحسدنا عليه كل أبناء الديانات الأخرى .
توعية الحجاج أصبحت أمراً ملحّاً وواجباً ومطلباً ضروريّاً لنشر الوعي والفقه السليم والصحيح لأركان الحج وواجباته وسننه ومحظوراته.. فعلى من تقع هذه المسؤولية؟
تعود المسلمون في أرجاء الأرض قاطبة على أن يستعدوا هذه الأيام للرحلة المباركة تحت لواء (لبيك اللهم لبيك)، وهذا الاستعداد يأخذ أشكالاً عديدة مادية، وصحية، وعلمية، ومعنوية وغير ذلك من متطلبات السفر والحل والترحال، ولكنّ هناك وجهاً آخر من الاستعداد تقع المسؤولية فيه على المسلم الفرد بحد ذاته، كما تتحمل الأمة ككل بكل دولها ومؤسساتها ومنظماتها دورها ومسؤوليتها فيه، وما أقصده هو واجب التوعية الدينية والثقافية والصحية والحياتية أو غير ذلك مما يتطلبه موسم الحج.
إن الحج أكثر من مجرد سفر، وأكبر من مجرد مناسبة، وأوسع من مجرد تجمع، إنه نسك عظيم له خصوصيته المميزة، ومتطلباته الخاصة، وكلها تحتاج لتوعية من نوع متميز.
لقد أصبحت ضرورة توعية الحجاج أمراً ملحاً وواجباً ومطلباً تتحمل مسؤوليته كل الدول الإسلامية وكل المنظمات والهيئات الإسلامية التي يعنيها الأمر .
وأخيراً فإن الوعي الديني السليم مطلوب لدى كل المسلمين في كل زمان ومكان ولابد من أن يلم به كل مسلم لكي يتسنى له أداء المناسك على الوجه الأمثل والأكمل بدون رفث ولا فسوق ولا جدال بحيث تتحقق له الغاية المقصودة ألا وهي رضا الله سبحانه وتعالى وتوفيقه وحصول الإنسان على السعادة في الدارين فالأمر ليس مجرد عادة أو طقوس معينة بل هو أسمى من ذلك وأرقى، إنه سمو روحي حقيقي وفوز عظيم . فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وكيف يحصل الإنسان على حج مبرور بدون وعي وفقه سليم وصحيح في أركان الحج و واجباته وسننه ومحظورته.
يبدأ تحقيق الواجب من مستوى الفرد المسلم الذي عليه أن يستعد لتلقي المعلومات المطلوبة والمناسبة وأن يشحذ همته للحصول على ذلك من المصادر الموثوقة سواء كانت كتباً أو نشرات معروفة المصدر أو مصادر المؤسسات الحكومية الشرعية أو ما تصدره وتقوم به المنظمات الإسلامية المعتبرة.
وبعد ذلك يأتي دور الأئمة والخطباء والعلماء والدعاة، ودورهم أساسي في هذه القضية وعليهم أن يلموا بكل جوانبها ليستطيعوا تثقيف وتوعية غيرهم بشكل صحيح وهذا هو الوقت المناسب من أجل التعمق بهذا الجانب من الفقه لأنه يستهدف تحقيق الركن الخامس بالشكل الأمثل.
ومن ثم يجب عدم إغفال أو تناسي الدول الإسلامية لواجبها الكبير وحث من ينوي الحج بالحصول على المعلومات المناسبة وكذلك تطبيق ما يلزم من إجراءات صحية وقائية وغيرها بل وتوفيرها إذا لزم الأمر ، وكذا المراكز والمنظمات الإسلامية ذات الصلة مماثل لدور الحكومات وخصوصاً في بلدان الأقليات الإسلامية والتجمعات الإسلامية البعيدة. أما دور المملكة فهو كبير وعظيم وقد قامت بواجبها وتقوم على أمثل وجه بما يخدم الهدف النبيل والمقصد الكبير, لقد فعلت المملكة خيراً حينما طبقت ما اتخذته الدول الإسلامية بتخصيص عدد معلوم من الحجاج لكل دولة، وهذا يتيح للدول عمل برامج دعوية وإرشادية لحجاجها قبل المجيء للبقاع المقدسة ويمكن أن تبدأ قبل رمضان إلى موعد القدوم إضافة إلى وجود عدد من المشايخ والعلماء والدعاة الخاصين بكل دولة ، ولا غرو أن يكون قاصد الحج ملمّاً بأمور دينه وخاصة مناسك الحج، ومدركاً لما يقوم به وواعياً لتفاصيل الشعائر، وتحقيق ذلك لا يتكامل إلا بتضافر الجهود وتعاون الجميع.
كيف ترون أعمال التوجيه والإرشاد ودور الدعاة في التناصح والتعاون خلال أداء الفريضة؟
دور الدعاة والمرشدين أن يبصّروا الناس كيف يؤدون نسكهم وكيف يتحلون بالسكينة والهدوء وألا يؤذي المسلم أخاه المسلم. كما أكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن أعمال التوجيه والإرشاد تسهم إسهاماً كبيراً ومتميزاً في راحة الحجاج، وإذا التزم الناس بالأحكام الشرعية وعلى قواعد الشريعة فإن الحج سيكون ميسراً وسهلاً بحسب هذه الأحكام، فالحج لابد فيه من مشاق، والدولة أيدها الله كانت على الدوام تقوم بما يقتضيه شرع الله، فدستورها الأوحد هو القرآن الكريم والحمد لله، وأركان الدولة مبنية على قواعد الإسلام الحنيف، ولذلك كان القرار على الدوام هو تطبيق ما يقرره الشرع والعلماء والفقهاء بما يرونه الأنسب للحج ولتيسير الأمور، وكل الإمكانيات مسخرة لصالح ذلك وبما يكفل تطبيق أحكام الشرع على الوجه الأمثل. فشرع الله هو الأساس واتباع شرع الله هو شعارنا في هذه الديار المباركة، وكلمة الله هي العليا.
** منظومة الخير المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. ما هي انطباعاتكم عنها؟
-هيأت بلادنا كل ما من شأنه أن يعين كل قادم للحج لأداء نسكه وفق السنة النبوية واليسر المشروع، فقد أثر عنه عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يقول: افعل ولا حرج. وقد جندت لذلك كل الطاقات والإمكانات بشتى السبل، ومكة المكرمة والمدينة المنورة أقدس مدن الإسلام على الإطلاق، وأعلاهما شأناً وأعزهما قدراً، فلا توجد مدينة غيرهما تتمتع بهذا القدر من القداسة والاحترام عند مئات الملايين من البشر ولقرون طويلة. فالمسلمون ينظرون إلى هذه البلاد على أنها مهبط الوحي ومهد النبوة ومصدر الإيمان ومحور الوحدة والتلاحم بينهم، ويجدون فيها الخير والطمأنينة ويعلقون عليها الآمال. وولاة الأمر يدركون ميزة أن المملكة العربية السعودية شرفها الله بأن جعلها راعية لهاتين المدينتين، مستشعرين قيمة هذا التشريف العظيم، ومعتزين به تكليفاً كريماً، معتبرين خدمة حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجباً دينياً تسعى الدولة للقيام به على الوجه الذي يرضي الله عز وجل وتحرص على ذلك كل الحرص؛ طاعة للمولى تبارك وتعالى واتباعاً لسنة رسوله المصطفى ?.
وحقق ولاة الأمر أمل كل مسلم بأن يكون المسجد الحرام والمسجد النبوي بوجه خاص لهما التميز في العطاء والبذل والإنفاق على المشروعات، وشهدت مكة المكرمة والمدينة المنورة بكافة مرافقهما المشروعات تلو المشروعات، والعناية الفائقة بالمستوى الذي يليق بهاتين المدينتين المقدستين، وتوفير الخدمات الرائدة والحديثة لقيام هذه الحشود البشرية الضخمة بعبادتها بيسر وسهولة، كتوسعة ساحات المسجدين، وتوسعة المسعى، والبناء الحديث للجمرات، وتهيئة المرافق الخدمية، وفي كل المجالات ما يؤكد هذه العناية، وستبقى توسعة الحرمين أكبر شاهد على ما تحقق بفضل الله، ثم الاهتمام والمتابعة من ولاة الأمر .
ومع تضاعف عدد الحجاج والمعتمرين، تضاعفت مسؤولية الدولة بكافة قطاعاتها في توفير أقصى الجهد والإمكانات والطاقات لخدمة ضيوف الرحمن.