كتب: إبراهيم عبداللاه
تشير بيانات منظمة العمل الدولية التابعة للأمم لمتحدة إلى أن معدل البطالة بين أبناء الجيل الجديد في العالم العربي من أعلى المعدلات في العالم, وقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن عدم توافر فرص العمل يعد أحد أهم دوافع الشباب للهجرة بنسبة 61.4٪ من إجمالي الدوافع، لافتا إلى أن نسـبة الذكور الذين لم يسبق لهم الســفر وطامحين إلى الهجرة لأي دولة بغرض العمـــل أو الدراسة بلغت 26.4٪ مقابل 5.7 ٪ للإناث, وأوضح الجهاز أن حوالي 30٪ من الشباب السابق لهم الهجرة سافروا بدون تأشيرة دخول، 80.9٪ سافروا بدون وجود عقد عمل و68.7٪ سافروا بدون تصريح عمل, وتستحوذ الهجرة إلى الدول العربية النسبة الأكبر بحوالي 99٪، بينما تمثل الهجرة إلى الدول الأوروبية أقل نسبة 0.8٪.
وقد أوضحت الدراسة أن معدل البطالة بين الشباب الذكور عام 2011 بلغ 30.8%، بينما بلغ 23.8% عام 2006 في معظم الأقاليم, وبلغ أعلى معدل بطالة للإناث في ريف محافظات الحدود 63.6%، وبلغ نفس المعدل للذكور في المحافظات الحضرية 30.8%، وكان أقل معدل بطالة للجنسين في ريف وجه قبلي عام 2011, بينما بلغت أعلى نسبة للشباب المتعطلين بسبب عدم وجود عمل على الإطلاق 23.7%، بينما بلغت أقل نسبة لهم بسبب التجهيز لمشروع فردى 1.7% عام 2011, وأشار الجهاز إلى انخفاض معدلات الزواج بين الشباب في الحضر عن الريف، حيث بلغ 7.8 في الألف في الريف مقـابل 6.0 في الألف في الحضر عـــام 2006، وفى عــام 2011 بلغ هذا المعدل 11.9 في الألف في الريف مقابل 10.2 في الألف في الحضر، %مقارنة بالإناث 19.7%.
ويرى الخبراء أن حالة البطالة عند الشباب تؤدي إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة، مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم، كما أنهم يتعرضون للضغوط النفسية أكثر من غيرهم بسبب معاناتهم من الضائقة المالية التي تنتج عن البطالة, كما تشير الدراسات إلى أن هناك علاقة بين البطالة والجريمة، فكلما زادت نسبة البطالة ارتفعت نسبة الجريمة.
هذا وهناك نسبة كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير الذات ويشعرون بالفشل وأنهم أقل من غيرهم، بالإضافة إلى سيطرة الملل عليهم وانخفاض يقظتهم العقلية، كما تعيق البطالة عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين مازالوا في مرحلة النمو النفسي, فالبطالة تولد عن الفرد شعوراً بالنقص بالإضافة إلى أنه يورث الأمراض الاجتماعية الخطيرة كالرذيلة والسرقة والنصب والاحتيال، فالشباب العاطل يشعر بالفراغ وعدم تقدير المجتمع فتنشأ لديه العدوانية والإحباط، والبطالة تحرم المجتمع من الاستفادة من طاقة أبنائه.