أرشيف صحيفة البلاد

وسائل الإعلام الأمريكية : خادم الحرمين حث على الابتعاد عن التطرف وتبني روح المصالحة

واشنطن ـ واس
نوهت وسائل الإعلام الأمريكية التي تناولت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للحوار التي عقدت يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الاسبانية مدريد بحضور ملك اسبانيا خوان كارلوس والمئات من ممثلي الديانات العالمية المختلفة بما جاء فيها من دعوة لتجنب التطرف والعنف الذي لطخ سمعة العقائد الدينية .
وأشارت وسائل الاعلام الأمريكية المطبوعة والمرئية والمسموعة التي تناقلت مقتطفات من الكلمة الافتتاحية بدعوته حفظه الله إلى أن الاختلافات لايجب أن تقود إلى الصراعات وملاحظته أن المآسي الإنسانية التي حدثت عبر التاريخ لم يكن سببها العقائد او الأديان بل التطرف الذي تبناه بعض أتباعها .
وأشارت وكالة اسوشيتد برس التي نشرت خبرا مطولا عن المؤتمر تناقلته غالبية الصحف الأمريكية وشبكات التلفزة الاخبارية والاذاعات في نشراتها الاخبارية ومواقعها على شبكة الانترنت إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حث القيادات الدينية في العالم على الابتعاد عن التطرف واحتضان وتبني روح المصالحة .
ونقلت عنه حفظه الله قوله إن اجتماعنا هذا يجب أن يكون رسالة للعالم بأن الاختلافات لايجب ان تؤدي الى الصراعات .
وأوضحت أن أهمية المؤتمر تأتي لأنه يهدف إلى تقريب أتباع الديانات السماوية الثلاثة الإسلام واليهودية والنصرانية .
كما أبرزت في ذلك الخصوص أيضا كلمة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر الحوار الاسلامي الذي عقد في مكة المكرمة في شهر يونيو الماضي , منوهة في ذلك برفضه حفظه الله في كلمته الافتتاحية للمؤتمر للتطرف , ودعوته للمجتمعين الى إبراز الوجه الحقيقي للإسلام للعالم .
ونسبت إلى مشاركين في المؤتمر قولهم إنهم يرون في المؤتمر خطوة عظيمة للانخراط في الحوار بين ممثلي الاديان المختلفة , معربين عن تأكدهم من أن هذا المؤتمر لن يكون خطوة وحيدة لأنهم متأكدين من التزام خادم الحرمين الشريفين باستمرار الحوار وتواصله بين قيادات الاديان المختلفة .
ووصفت الكلمة بأنها رسالة ودعوة من خادم الحرمين الشريفين لأتباع الديانات المختلفة للاتحاد لمواجهة المشاكل المشتركة مثل الارهاب والعنصرية والمخدرات والتفكك الاسري .
من ناحية ثانية، إهتمت بعض المنظمات البحثية والدينية في الولايات المتحدة الأمريكية بعقد المؤتمر حيث رحب الكونجرس اليهودي العالمي الذي يمثل الديانة اليهودية في أكثر من ثمانين بلدا حول العالم \" وورلد جويش كونجرس \" بانعقاد المؤتمر في هذا الوقت المهم الذي يمر به العالم . وأعرب رئيسه رونالد لاودير في بيان حصلت وكالة الانباء السعودية على نسخة منه عن ترحيبه بحضوره المؤتمر الذي وصفه بأنه تطور مهم للعمل لإعادة الاحترام إلى القيم والاخلاق ومنع ما يسمى بصراع الحضارات .
وأضاف أنه خلال المناقشة والحوار بين الاخوة الذين يتشاركون نفس الجذور يمكن تأكيد أن القيم والطموحات التي يشتركون فيها هي أكثر بكثير من الاختلافات التي يمكن أن تكون بينهم .
من جانب آخر , وصف معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه رجل تسامح . ونسب في مقال عن المؤتمر العالمي للحوار إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز قوله في بداية لقائه مع بابا الفاتيكان قوله إنه لو اتبع الجميع مبادئهم الدينية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى فإن جميع الصراعات في العالم ستنتهي .
على نفس الصعيد، وصف رئيس المركز الإسلامي بالعاصمة الأمريكية واشنطن الدكتور عبد الله خوج كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح المؤتمر العالمي للحوار بأنها تعبر عن الفكر الواقعي للإنسان المتمكن من أحكام الشريعة الإسلامية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقال في تصريح لوكالة الانباء السعودية إن كلمة خادم الحرمين الشريفين عبرت عن فهمه لأسس ومبادئ العلاقات الإنسانية بشكل عام وفي الإسلام بشكل خاص عملا بقول الحق سبحانه وتعالى \" لا اكراه في الدين \" كما عكست فهما واضحا للأسس التي تؤدي إلى رقي الأمة المتمسكة بشرع الله .
وأوضح أن الكلمة تضمنت الحديث عن مبادئ وقيم إنسانية يتفق عليها الجميع بغض النظر عن دياناتهم أو أعراقهم كمبادئ العدل ونصرة الضعفاء وتحقيق المساواة بين الجميع ونبذ العنف .
وأشار إلى أن الكلمة بنيت على وضوح تام يعرف الأهداف التي يجب أن يؤدي إليها الحوار , منوها بمكانة المملكة العربية السعودية ووضوح سياساتها التي تجعل من مبادراتها لعقد مثل تلك المؤتمرات أمرا مهما وفاعلا .