زاملته في مدرسة (البلاد) كان ودودا خلوقا مع زملائه وأحبته ومعارفه ,شديدا في قلمه الذي ظل يلامس وجدان الناس وهو يبحث لهم عن حلول لمشاكلهم الحياتية.
حينما كان الدكتور عبد الله صادق دحلان يترأس مجلس ادارة صحيفة البلاد دعانا الى داره العامرة حول مائدة عمل ووجبة عشاء ودار النقاش حول تقهقر أقاليم الجنوب أمام سطوة وتقدم أقاليم الشمال وأدليت بدلوي في النقاش مستأثرا بولايات أمريكا الجنوبية المتأصلة في التخلف عن الشمال ما أثار اعجاب الحضور ومن بينهم محمد الفايدي الذي أنكب بعد اسبوع على حزمة أوراقه ليكتب عني في صفحته بمجلة (اقرأ) واصفا شخصي بما لم يقله الشاعر الجاهلي:
لك البلاغة ميدان نشأت به
وكلنا بـ (قصور) عنك نعترف
وفوجئت عند صدور (اقرأ) بأن محمد الفايدي الذي لم تكن علاقتي به قد تعززت فعلا وهو يكتب عني ويمدحني بحيث أرجع التغير الأفضل لصيغة (البلاد) الى انضمامي لكوادرها الموقرة في قسم (الدسك) المسئول عن الصياغة.
لقد كان مثل طائر المطر لا يهدأ ولا يستقيم على فنن بل كثير الحركة ما بين دهاليز القطاعين العام والخاص يتحسس مظالم الناس فيصيغها على حزمة أوراقه التي لا تفارقه ليعكسها على المسئول من خلال أروقة الصحف وكان كثيرا ما ينجح في ايجاد حلول لهذه المشاكل الحياتية اليومية.
وكان شجاعا في نقل الحقيقة لا يخشى لومة لائم حتى وصفوه بالمجادل لكن في النهاية كان يثبت أنه لا مجادل بل أنه مجتهد مثابر من أجل الآخرين ولكل مجتهد نصيب.
رحم الله فارس القلم الراحل الأستاذ الزميل الشفاف محمد الفايدي الذي تعلمنا منه شجاعة المواقف وصدق اللسان وتبني مشاغل الناس.
وقفة:
لابد من فقد ومن فاقد
هيهات ما في الناس من خالد
السر الخزين
كاتب وصحفي سوداني*