أرشيف صحيفة البلاد

وحدها المرايا

[COLOR=blue]عبير يوسف[/COLOR]

يوحدك الحرف معك بطريقة مغايرة حتى تعتبره لسانك الذي ينشد مرثية تليق بك ..يدك التي تحفر قبرك على الماء ..قلمك ما سيبقى منك بعد ان يلتهم الصدى ما تبقى من ظلك ..حبرك الذي أطلقت عليه جزافاً النهر ..ليس كناية عن الانسياب بل ربما لأن ذلك يبعث فيك الحياة ..بيتك الذي سيظل دوماً مرتعاً للريح .. النوافذ المشرعة للضوء والعطر الذي لم يتخير بعد من يلقنه سره ..مقطوعتك الموسيقية التي لم تكتمل بعد ..رغم ترتيل الطيور ببعض نغماتها ..المكتب المحدب على نفسه كاطار ..والكرسي الوحيد بالحديقة النائية ..بربيع لا يتذكره أحد. وحدها المرايا تعرف الخبر ..حينما لا تعتمد على الرؤية بل المكاشفة ..ويظل حرفك هنا وهناك ..ينما أنت تنظر للسقف الذى أطلقت عليه فيما قبل السماء ..وتتأمل اللوحات على الحائط وتحاورها وترد النداء.

عبير يوسف‏
مصر