دولية

وثيقة تفضح انتهاكات الانقلاب ضد المنظمات .. ومقتل 26 حوثيا في الضالع

جدة ــ وكالات
كشفت وثيقة رسمية صادرة من رئيس، ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، عن صدور توجيهات بتجميد عمل منظمات المجتمع المدني في المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة الانقلاب.
وبحسب الوثيقة المنشورة على موقع قناة “العربية”، فقد قضت توجيهات رئيس المجلس السياسي الانقلابي، مهدي المشاط إلى وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، بوقف وحظر إصدار أو تجديد تراخيص منظمات المجتمع المدني من نقابات العمال والمنظمات والاتحادات والجمعيات الخيرية.

ولم يرد في الوثيقة مدة تجميد عمل منظمات المجتمع المدني، سوى ما ذكر أنه (خلال هذه الفترة) دون أن يحددها (وحتى إشعار آخر) بحسب التوجيه، وطالب التوجيه برفع الحالات الطارئة في تقارير الوزارة الشهرية.
فيما اعتبرت مصادر حقوقية، هذه الخطوة تطوراً خطيراً، يمهد لمرحلة جديدة من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان وعسكرة الحياة المدنية، وسلب المجتمع ما تبقى له من حقوق وحريات.
وأفاد مصدر حقوقي، بأن إقدام ميليشيا الحوثي على إنهاء المجتمع المدني يهدف إلى السطو على المساعدات الإنسانية والغذائية للمحتاجين، واحتكار توزيعها داخل الجماعة، إلى جانب منع أي تحرك ضد ممارساتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وعمدت الميليشيات خلال السنوات الأربع منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء إلى إغلاق ومصادرة عشرات المؤسسات المدنية والجمعيات الخيرية، التي لا يضمنون أنها تعمل لصالحهم، ورغم بقاء بعض الجمعيات الخيرية قيد العمل إلا أن الجماعة فرضت عليها موظفين تسلموا المفاصل المهمة، لتبقى تلك الجمعيات تحت رقابة وسيطرة مباشرة
، كما قلصت عمل الجمعيات القديمة غير التابعة لعناصر ينتمون للجماعة بنسبة كبيرة لصالح مؤسسات وجمعيات خيرية جديدة، استولت من خلالها على مساحة العمل الإغاثي الذي تسخره لصالح الجماعة والمقاتلين التابعين لها.
في غضون ذلك، وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن “تحالف رصد”، 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات؛ جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة، بين يناير ويونيو 2018.
ووصف التحالف في بيان، أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وحملة 16 يوما من النشاط لإنهاء العنف ضد المرأة، ممارسات الحوثيين بـ”أبشع أنواع الانتهاكات” والتي تشمل التشويه، والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل، وإجبارها على الزواج المبكر.
وأكد التحالف، أن مليشيات الحوثي انتهكت بتلك الممارسات حقوق النساء التي يضمنها الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادق عليها اليمن.
وأعرب “تحالف رصد” عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع المأساوية، التي تعانيها المرأة اليمنية؛ جراء الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية للبلاد.
وأشار إلى أن النساء يواجهن أنماطاً مختلفة من العنف في ظل غياب مؤسسات الدولة ومنظمات الحماية والتوعية المجتمعية.
وقال تحالف رصد: إنه يتابع بقلق بالغ ما تعرضت له أمهات المختطفين وطالبات جامعة صنعاء والنساء المحتجات في العاصمة من اعتداءات واعتقالات، وإجراء تحقيقات غير قانونية معهن، بالإضافة إلى حملات التحريض ضد الناشطات ونساء المجتمع المدني والعاملات في المجال الإغاثي والإنساني، واللواتي يتعرضن لحملات ممنهجة تستهدف حياتهن وذويهن وتمس كرامتهن وتهدد أسرهن.
وفى سياق منفصل، اتهمت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالتحيز وإهمال المعاناة التي يعيشها سكان مدينة تعز؛ جراء الحصار الذي تفرضه الميليشيات عليها منذ نحو 4 أعوام، وطالب وزير الاعلام اليمني، معمر الإرياني، المبعوث الأممي مارتن غريفثس بزيارة تعز أسوة بالزيارة التي قام بها مؤخرا إلى الحديدة.
وقال: “مدينة ومحافظة تعز هي الأكثر تضررا من الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وخاضعة لحصار خانق منذ أربعة أعوام، ما فاقم حجم المعاناة والأوضاع الإنسانية الصعبة لأبنائها الذين يشكلون أكبر كتلة سكانية بين باقي المحافظات، أوجه السؤال إلى الأمم المتحدة.. لماذا هذا التحيز؟
بدوره، أكد وزير الزراعة اليمني عضو وفد التفاوض الحكومي عثمان مجلي، أن الحكومة اليمنية ترفض تسليم إدارة ميناء الحديدة لأي طرف بما في ذلك الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الأممي خلال زيارته الحديدة الجمعة الماضي: “أنا هنا اليوم لأخبركم أننا قد اتفقنا على أن الأمم المتحدة يجب أن تنخرط الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيس في ميناء الحديدة، وأيضاً على نطاق أوسع”.
وفى الأثناء، رد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على غريفثس بقوله: “كنا نأمل من المبعوث الأممي، مارتن غريفثس، أن يزور المناطق المحررة في الحديدة ليشاهد حجم الدمار والخراب الذي خلفته الميليشيا الحوثية في البنية التحتية، والمرافق العامة والمنشآت التي فخختها، وأن يستمع إلى معاناة المدنيين الذين حوّلهم الحوثيون إلى رهائن داخل المدينة”.
وشدد الإرياني عبر موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” على تمسّك الشرعية باستعادة السيطرة على مدينة الحديدة، ومينائها من ميليشيات الحوثي.
وقال: “لا يمكن القبول بأي صيغة لإدارة الميناء لا تضمن عودتها للسلطة الشرعية، وذات الأمر ينطبق على بقاء الميليشيا الحوثية الإيرانية في المدينة. وقد تم التأكيد في أكثر من مناسبة على الترحيب بالسلام على قاعدة المرجعيات الثلاث”.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، قتل 26 من الميليشيات الإيرانية بينهم قياديان، وأصيب 30 آخرون، في اشتباكات مع قوات الجيش الوطني في الجبهة الغربية بمدينة دمت شمالي محافظة الضالع جنوبي اليمن، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت مصادر عسكرية: إن الاشتباكات كانت الأعنف، واستمرت 8 ساعات متواصلة، بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مواقع الجعشة وحصمي والحيد جنوب غربي مدينة دمت، إثر هجوم للقوات الحكومية من 3 اتجاهات.
وأوضحت المصادر، أن القوات الحكومية سيطرت على موقعين جديدين جنوبي مدينة دمت، يطلان على عدد من القرى، شرقي الضالع.
وفي محافظة الحديدة، دارت اشتباكات بين قوات المقاومة المشتركة وميليشيات الحوثي في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا جنوبي المحافظة، كما قصفت القوات المشتركة مواقع كان الانقلابيون يستخدمونها للقصف على مواقع المقاومة والأحياء السكنية في مدينة التحيتا.
ويأتي ذلك فيما مشطت القوات المشتركة بعض القرى في المدن، وأخلتها من المسلحين الحوثيين، فيما تعرضت عشرات المنازل في التحيتا لأضرار تفاوتت بين تدمير كلي وجزئي بسبب المقذوفات المتواصلة على الأحياء السكنية.
وقد أصيب من جراء القصف الحوثي عشرات المدنيين في مديرتي التحيتا وحيس، فيما أحبطت قوات ألوية العمالقة في وقت سابق هجوما للميليشيات الانقلابية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة. وقالت ألوية العمالقة: إن الحوثيين حاولوا التسلل إلى مواقعها في المدينة عبر أحد الأودية في أطراف مدينة حيس، ولكن قواتها أحبطت هذه المحاولة. وفي محافظة حجة، عثرت وحدة التشكيل البحري التابعة للقوات الحكومية اليمنية، على 13 لغما بحريا زرعتها ميليشيات الحوثي الإيرانية، قبالة سواحل المحافظة على البحر الأحمر. وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة: إن فرق الهندسة العسكرية تمكنت من إتلاف 11 لغما بحريا في عرض البحر، فيما تم نقل اثنين منها إلى جزيرة الدويمة التابعة لمديرية ميدي.
وكانت قوات التشكيل البحري عثرت قبل يومين على 16 لغما بحريا، ليصل عدد الألغام التي جرى العثور عليها خلال اليومين الماضيين إلى 29 لغما بحريا، وهي أكبر كمية ألغام يتم العثور عليها في فترة زمنية قصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *