أرشيف صحيفة البلاد

وتد.. نيران أم رماد؟..

محمد صلاح الحربي

(حبك نار) ( الشوق نار) ( الفراق نار) ( نار الهجر) (نار الوداع) نار نار نار نار، ولو تأملنا حال الشعر العربي كله من جانبه العاطفي فسنجده كله نيران مشتعلة على مدار قرون، وهو ما جاء بتلك النيران إلى الشعر الغنائي ومن ثم إلى غالبية الأغاني، وقَّل أن تجد أغنية قديمة أو حديثه لا تخلو من حشوة نارية معتبرة ، حيث امتد الحريق العاطفي العظيم ليلتهم أذهان أجيال ويشكَل تصوراته عن الحب وشؤونه ، كما شكل أيضا لغته ومفرداته، وصولاً إلى معنى في غاية السذاجة عن الحب جاء على حساب فهمه كأهم قيم الحياة وأهم روافد الوجود الإنساني.

ولست هنا بصدد تسفيه المشاعر القوية الملتهبة، إن وجدت، لكن هل لكم أن تتخيلوا رجلا يشعل النار في نفسه، ويدور محاولا إطفائها منذ قرون، هذا الرجل الذي صار ممثلا فاشلا لدور العاشق الولهان هو كل من يكتب نفس التعاسة القديمة لمشهد العاشق الذي يتمرغ بجانب خيمة أو تحت نافذة ليطفئ النار،وكلما تعلق الأمر بقصيدة أو أغنية عاطفية استدعي ذلك المشهد، إن الاستمرار في التزاحم على تصور واحد عن الحب وشؤونه في الذهنية العربية، هو ما جعل استخدام “النار” مثل استخدام صيغة المذكر في مخاطبة الأنثى في القصيدة وفي الأغنية.
@mohemmsalah