ملامح صبح

وتد ..ملتقى الجموم

شفق السريع
بات الحِراك الشعبي والثقافي والفني شبه غائب إن لم يكن مغيباً في كل مناطق المملكة، وبالكاد نشاهد فعالية شعبية مختصة بالشعر الشعبي والموروث تخرج هنا أوهناك..بين الفينة والأخرى نرى اجتهادات رسمية أوشبه رسمية تقام وعلى استحياء لفعاليات ضعيفة..وأحياناً تقام بشكلٍ إجباري ومن(غير نفس)،وتحديداً خلال المهرجانات التسويقية الربحية..في الجموم هناك نورٌ يشع سنوياً وللموسم الخامس على التوالي،مجهودات شبابية وفردية طاولت و جاوزت المجهودات التسويقية وغيرها عملاً وتنظيماً وترتيباً..ففي الأسبوع الماضي و في موسمه الخامس استطاع(ملتقى الجموم) أن يثبت نفسه بأنه قادر على الاستمرارية والتواجد بأبسط المجهودات حتى أصبح مطمعاً للشعراء والإعلاميين والمهتمين.. في ليلتين متواصلتين خلال(الويكند) اجتمع الشعراء والإعلاميون من جميع أنحاء الوطن للإلتقاء و تجديد عهد اللقاء،يجمعهم الحب وتلفّهم المحبة ويتسامى بهم الشعر..تنادوا و تلاقوا من تيماء،تبوك،المدينة المنورة، جدة،مكة المكرمة،مدركة،الطائف،ظلم،عفيف،الرياض، بقيق..هذا الملتقى لا تقوم عليه جهه رسمية ولاحتى شبه رسمية،بل يقوم عليه شاب متذوق للشعر،هو الشاب تركي بن عبدالله الزراقي،يستضيف الجميع في مزرعته الخاصة سنوياً،لم يكن يبحث من خلاله عن فلاشات الإعلام ولا الشهرة ولا السمعة،بل كان دافعه الأول اجتماع الشعراء الشعبيين من الشمال والجنوب والشرق والغرب لنثر الإبداع والإلتقاء..ولكم أن تتخيلوا أنه و للموسم الخامس ولم يعلم عنه أحد رغم الكوادر الإعلامية التي تحضره،والسبب يعود إلى أن من يقف خلفه لايبحث عن شهرة ولا يريد الإعلام..وكوني أحد روّاد هذا الملتقى الدائمين طوال الخمسة مواسم السابقة،فقد استوقفتني الذاكرة عند جمعيات الثقافة والفنون و عن دورها وماذا قدمت؟..فاكتشفت أن القضية هي قضية فكرية فقط..الموضوع لا يحتاج إلى ميزانية(مليونية) ولا إلى فكرة (جهنّمية)..كل ما يحتاجه هو الفكر وحب العمل..إلى هذه اللحظة لا أعرف دور هذه الجمعيات،ولا في ماذا تصرف ميزانياتها، ولا أدري ماهي مخرجاتها..رؤوس وأجساد تجتمع وتتفرق على قهوة وشاي..
رتويت:

يا اللي تقول العباد عيال تسعة شهور
فكّر شويّه،تشوف الفرق بين الخوان

لـ/ فيصل الرياحي                          شاعر وكاتب سعودي    @shafab77

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *