بشير الزبني
ضرب الشاعر المعروف مصلح بن عياد الحارثي أروع المُثل في الوفاء لـ “الخوي”، وتجسدت هذه المُثل الراسخة في موقف أخوي اتسم بالصدق وصفاء القلب؛ وكان هذا الموقف مع أحد الأخوة المقيمين في المملكة؛ وهو يعمل سائقاً لإحدى المعدات الثقيلة التي تعود لـ”ابن عياد”؛ وتفصيلاً يروي الشاعر “ابن عياد” قصة قصيدتة المشهورة “بعنا مع كبار البخوت وشرينا.. بالمرجلة والمنزلة والذخاير”، إذ يقول: كان في أحد الأيام عاملاً يشتغل سائقاً للمعدات الثقيلة العائدة لمؤسستنا وكانت تتوقف تلك المعدات عن العمل لفترات متقطعة لأسباب مختلفة، وعندما تتوقف عن العمل كنت آذن للسائق “عبدالله” بالبحث عن عمل آخر لحين مزاولتنا للعمل مرة أخرى،
وكان “عبدالله” يذهب ليعمل مع أحد أشقائه في إحدى المؤسسات أثناء فترات التوقف، وقد لمس من شقيقه عدم رضاه عن ما يحدث محاولاً منعه من العمل مع الشاعر “ابن عياد” وعندما علم بذلك “ابن عياد”، أنشد من قصيدة تفوح بعبق الأصالة قائلاً: “لا تمنع الطيب عن الطيبنا.. ليا صار ماتعلم خفايا السرائر” إلى البيت الأجمل “خوينا لاتمنعه لايجينا.. اللي على شوفه نسوق البشاير”، ويؤكد “ابن عياد” عمق العلاقة إذ يقول “يدري بهيبتنا ومدت يدينا.. مدت وفاء ماهي بمدت خساير”، ويُفنّد الشكوك أيضاً قائلاً”: “اليا توقفنا على الله شكينا.. واليا اشتغلنا جاه منا سراير”.
قبل الختام:
نلقى مقاصدنا مع الناس الأخيار
وفـ عيوننا الصعبة تعود بسيطه
وصرنا على البيداء وصرنا فالأنظار
مثل الجزيرة فوق وجه الخريطه
لـ / مرزوق المقاطي