ملامح صبح

وتد.. قصائد الوعظ

بشير الزبني

تواترت القصائد التي تحمل في مضامينها الجانب الوعظي عبر الأزمنة والتاريخ، فكانت القصيدة المنبر الذي يبعث من خلاله الشاعر الرسائل الوعظية للمجتمع المحيط به، وقد استخدم الكثير من الشعراء أساليب عدة لإيصال المواعظ كالأسلوب الفكاهي والقصصي.

وقد حظيت دواوين الشعر الشعبي بالكثير من قصائد الوعظ، حيث حذّر الشيخ الشاعر سعد بن دابس رحمه الله، في قصيدة جميلة من عقد الأخاء وإبرام الصحبة مع من لا يستحقها، قائلاً من قصيدة جميلة؛ “الخلاء ومرافق الجيب بالخط الطويل.. خير من رفقة رديٍ نعرف اوايله”، ويؤكد لنا الشاعر الكبير هواش السليمي رحمه الله بشاعة المدح عندما يكون في غير أهله، في قصيدته “راع الردى لا تكرهونه على الطيب.. العبد ماله غير ما الله كتبله” إلى أن قال “أشهد شهادة حق مدح الردي عيب.. مثل الصلاة اللي على غير قبله”.

وعلى الرغم من أن قصائد الوعظ والتذكير تكاد تصعب على الشعراء الشباب، إلان أن عدداً منهم أبدع في جانب الوعظ، وأنشد أبياتاً مليئة بالوعظ والعبر، حيث يقول الشاعر مطلق بن دعيج، “ترى أهل الردى في وصفهم مثل قرض البنك.. يبي يدفعه راعيه بكرة ريال ريال”، ويندّد الشاعر مبارك بن رافعه بالدوافع التي قد تدفع إلى الجناية في حق الآخرين، قائلاً: “لا يدفعك للتمادي فـالخطأ دافع.. لو كان بالمجتمع لك صوله وجوله” إلى البيت الأجمل، “خلك مع الناس مثل الصيّب النافع.. لا قرب فرحوا به ولا ابعد تعنوله”.

قبل الختام:
أبو وجه قدامي وعشرة وجيه خْلاف
لعل الظروف تحول من بيني وبينه

سرابٍ يجي ويروح في ساعة الميقاف
ينوّع لي الضحكات والغدر في عينه

لـ/ مدغم أبو شيبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *