حنان العوفي
لعل معظم القراء يعرفون قول الجاحظ حول تخيّر اللفظ المناسب للمعاني:” المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي، وإنما الشأن في إقامة الوزن و تخير اللفظ …..الخ” كل إنسان عاش إنسانيته كما ينبغي، لابد أن يكون قد عانى من لوعة الغياب ، وهو حقيقة تحمل في داخلها معاني نبيلة ،وفي ذات الوقت مشهد يتكرر مع كل شروق وغروب ، إذًا كيف يمكن لشاعر أن يلامس الوتر الحسّاس فينا مادام الغياب صفة مشتركة بين البشر الذين تحمل أجسادهم أرواحا ؟! يكون ذلك عندما يقول عايض الظفيري :”والغياب آه يا هذا الغياب وجه آخر للحضور “أحدهم ممن لا تعرف روحه لوعة الفقد ، يقول: كيف للمتناقضات أن تجتمع في آن واحد ؟! ليرد الظفيري عليه قائلا:
“كنت أشوفك في حضورك تملأ الدنيا حضور
صرت أشوفك في غيابك تملأ الدنيا غياب”
لا يمكن لقارئ شعر حقيقي يطلب شرحًا لمعنى اكتملت مفرداته في أعماقنا ، ولا يمكن له إلا أن يعود لمطلع القصيدة ليكملها وهو يعيش بين حناياها، حتى تتم “في غيابك أنت…