ملامح صبح

وتد.. عودة المحاورات

شفق السريع

كنت قد كتبت مقالين سابقين عن تراجع المحاورات.. وكنت قد وضعت السبب وراء تراجعها، بل أن الجميع حتى شعراء المحاورة أنفسهم كانوا يعرفون السبب.. الجميع وأنا من ضمنهم كنا نعلم أن (الشيلات) ومهاتراتها كانت هي السبب في تراجع شعر المحاورة..هذا الصيف وبشكلٍ غريب عادت المحاورات الى وهجها من جديد.. وعادت الجماهير الى ميادينها.. وعاد بل و زاد عدد شعراء المحاورة..

ومع هذا التقدم الكبير والعودة القوية للمحاورة كان هناك تراجعاً كبيراً لـ(بربسة الشيلات).. إذاً القضية قضية عرض وطلب.. وقضية صراع بين (الأصيل) و(الدخيل).. والأصل دائماً يبقى و الدخيل سيفنى..المحاورة عادت بتقليديتها المعهودة.. وبأصالتها الثابتة..

فلم تكن بحاجةٍ إلى تطوير أو إعادة صياغة.. ولا حتى إلى إضافة إيقاعات ولا هز(خواصر)..القضية كلها قضية قناعةٍ بالموروث ليس إلا..والذين كانوا يراهنون على أن الشيلات ستسحب البساط من تحت أقدام شعراء المحاورة خسروا الرهان.. فالشيلات كانت (نزوة) جاءت في فترة (مراهقة) شبابية و انتهت و ربما تقدم السن و نضوج العقل لدى غالبية الجمهور و المنشدين كان له دور في ذلك..
رتويت:
خابَ الذي يشري انتصاراً زائفاً
تباً لمن لضميرهم قد باعوا

لا تصنعُ الأوهامُ مجداً خالداً
إنّ السرابَ بريقُهُ خدّاعُ

للشاعر العُماني/حبيب الصبحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *