شفق السريع
في بداية التسعينيات الميلادية وحتى منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة الميلادية،وبين قوسي هذه الفترة الزمنية التي قاربت ربع قرن كان شعر الحداثة هو المسيطر على المشهد الشعبي كاملاً.. وكان لهذا النوع من الشعر شعراء عمالقة ثبّتوا أنفسهم و أثبتوا وجود شعر الحداثة بشكلٍ متميز..
شعر الحداثة كان له جمهور مثقف بشكل كبير، يستلذ المفردة الجميلة والتركيبة و الصياغة الأجمل وبأسلوبٍ يحرّك العقول ويكشف مدى ثقافة الشعراء.. وشعراء هذه المرحلة كانوا أعلاماً ونجوماً استطاعوا الاستحواذ على المشهد و تحجيم أشباه الشعراء و إزاحة الشعراء (التقليديين) عن المشهد و الذين (كان) يطلق عليهم مجازاً شعراء( يا راكب اللي)..
بدر بن عبدالمحسن، نايف صقر، مساعد الرشيدي، سليمان الفليّح وغيرهم كانوا أعمدة شعر الحداثة و صانعو هذه المرحلة،وهم من نقل الشعر من (الناقة) إلى (الكرز).. وهم من غيّر صورة الشعر.. ومع تقدم بعضهم في السن و رحيل البعض الآخر عن الحياة وتوقّف البعض منهم أعطى الفرصة للشعر التقليدي والشعراء التقليديون للعودة مجدداً..
شعراء الحداثة قليلون و لذلك تُعرف أسمائهم وتُحفظ قصائدهم.. في حين أن التقليديون يتزايدون في العدد مما يخلط أسمائهم فيغيب المتميز وتحضر القصائد المكررة التي لا يمكن حفظها.. وإن تم حفظ بيت نُسي شاعره.. و هذا يعطي دلالة بأن ثمرة الشيئ ندرته..
رتويت:
يا ليت مثلك فالخلايق ملايين
لكن حلاة الشيّ ندرة وجوده
لـ/ معاند بحر.