محمد زارع السناني عكاظ هي الامتداد التاريخي لأقدم محفل ثقافي في تاريخ العرب ، ورغم غياب بضاعته الحقيقية المعنوية والمادية بالكم والنوع ، إلا ان خطوة إعادته هي من الأفكار الموهوبة ، والتي لا تتنافى مع تعاليم الشرع المصون،ويرجع سبب تسمية عكاظ بهذا الاسم أقوال كثيرة لعل ابرزها هو عكظهُ أي حَبَسَهُ، وتعكَّظ القوم أي اجتمعوا وازدحموا وتحسبوا لينظروا في أمورهم،
وَمِمَّا يروى ان الرسول صلى الله عليه وسلم حضر الى السوق لعرض دعوته، وكان السوق في ذلك الوقت يُعقد في ليلة هلال شهر ذي القعدة ويستمر حتى عشرين يوماً يتفرق الناس بعدها ، وكان للنابغة الذبياني قبة حمراء يجتمع اليه الشعراء ليحتكموا عنده ، وكانت البضائع في عكاظ مادية ومعنوية ، وَمِمَّا يُروى من سبب اندثاره هي روايتين ، الاولى ان اندثاره صاحب بزوغ الاسلام وانشغال الناس بالفتوحات وتوسع المدن وازدهارها واستعاضة الناس بأسواق مكة والمدينة ، والقول الثاني انه كان سنة خروج الحروريين (الخوارج) مع ابي حمزة المختار بن عوف الازدي في سنة تسع وعشرين ومائة ،
وكان آخر حاكم لسوق عكاظ هو الأقرع بن حابس الصحابي الجليل الذي اسلم وحسن إسلامه وكان من المؤلفة قلوبهم ، وهنا نقول ونذكر بإن إحياء مثل هذه الفعاليات اذا كانت لا تتنافى مع تعاليم الشرع من المفاخرة وإذكاء الجاهلية والعنصرية لهي مما يُحمد فعله ، ولعلّ اثرها النفسي والمعنوي يغلب على الأثر المادي فيها،فهذا تاريخنا وهنا عقر دار العروبة لغةً ونسباً وهي قبل ذلك كله مهد الإسلام ، وبين ظهرانيها بُعث آخر الرسل عليه افضل الصلوات وأتم التسليم ، ولعلنا نختم ببعض ما جاء في معلقة زهير بن ابي سلمى حيث يقول:
ومن لا يذد عن حوضه بنفسه
يهدم ومن يخالق الناس يعلم
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ