بشير الزبني
قبل أن تلقي برامج التواصل الاجتماعي بظلالها على ساحة الشعر كان الشاعر الكبير ضيدان المريخي يتصدّر أغلفة مجلات الشعر الشهيرة في ذلك الوقت لما يقدمه من قصائد يتلهْف الجمهور النخبوي لقراءتها؛ وعُرف عنه البساطة في تناول الغرض الشعري ومخاطبة أطياف المجتمع بلغة أقرب ما تكون إلى اللغة التي تحمل “الحداثة” في مفرداتها، فالقارىء الذي يسبر أغوار الشعر المسكون بقلبه ويتناول نصوصه من جانب قراءة أبجدياتها يجد أن حروفه تتقزّم أمام تلك التجربة الفريدة مهما بلغت؛ ولعل زاوية “وتد” هذا الأسبوع تطل على قراءها الكرام بفخامة الكبار وقصيد “أبا عبدالعزيز”، المدرسة التي لا ينضب معينها؛ وقد أثبتت الأيام أن نصوصه تعد منهل ثقافي وأدبي يُلامس الوجدان ويُحلّق بالذائقة ويُجدّد الأحاسيس؛ ففي كل نص شعري يخرج للنور يكتشف الجمهور أن مسألة فارق الزمن على إطلالة نصوصه تكاد تكون معدومة وقد لامس هذا الأمر على أرض الواقع؛ قائلاً في إحدى حواراته الصحفية “أنه كتب قصائد جيدة منذ سنوات ووصلت بشكل نسبي إبان نشرها ووصولها لم يتعد منتسبي الساحة الشعبية، وقد عادت تلك النصوص مجدداً لذاكرة الشعر عندما غُنيت أو أُنشدت كقصيدة (تولم للجفا خل العتاب وشرهة الخلان) عندما أنشدها محمد العبدالله، واخذت وهجاً اعلامياً وحضوراً طاغياً على الرغم من نشرها قبل عشرين عاماً، وكذلك قصيدة (يا مترفة)، وقصيدة (شهر ستة) بصوت الرائع أحمد الرشيدي، وقبل ذلك قصيدة “أطعن” التي تغنى بها الفنان محمد السليمان.
قبل الختام:
كانك على الشوفه اللي شفت من جدك
ياكبر فَرْحَتك لو تدري عن الخافي
تأكد إن المشاعر ما تقف ضدك
لا خانها البرد ترجي صوتك الدافي!
لـ / ضيدان المريخي