ملامح صبح

وتد.. الصباح والشعر

محمد صلاح الحربي منذ أن وجد أول شاعر على ظهر الأرض، وإلى آخر شاعر، والشعراء يتزاحمون حول الليل وينشغلون به، بين مادح وشاتم له، هناك من يراه خيمة العشاق، ومن يراه طريق الفراق، ومن يقول بأنه يسهر طرباً ومن يقول بسهره هما ونشباً، وظل الشعراء يتوارثون هذا التقليد حول الحديث عن الليل، حتى وجد من يتباكون من السهر الطويل بعد أن يستيقظوا من النوم!

وعبر هذه الرحلة الطويلة لليل مع الشعراء، أو للشعراء مع الليل، كان ولا يزال من النادر أن تجد شاعراً يهتم بالصباح؛ شعرياً أو حتى ذوقيا، وإن وجد فستجده يشوهه بالشكوى والضجر، في حين أنه يفترض أن الصباح هو مستهل الحياة، فضياء كل يوم، هو إشارة الأمل العالية، وهو رحابة جمالية بذلك الضياء الرحب، يجدر بالشعر إنصافها، ويبدو أن توارث إدمان لغة النكد والكآبة والحزن، جعل جمال الصباح يغيب عن أذهان وثقافة الكثير من الشعراء، يقول محمود درويش:

من لا يحب الآن
في هذا الصباح
فلن يحب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *