شفق السريع
لم يمر عصر من عصور التَّشكُّل الأدبي عند العرب إلا وخرج شعراء العرب بإسلوبٍ جديد من أساليب الشعر..إبتداءً من معلقات العصر الجاهلي وعصر(الأطلال) إلى العصر الإسلامي وعصر (الروحانيات)، مروراً بعصر (النقائض) الأموية ومن ثم (الموشّحات) الأندلسية، وبعدها الشعر(الحلمنتيشي)،حتى وصلنا الى عصر(الرباعيات) الشعرية ومن ثم(الشعر الحر)..هكذا نما الشعر وتطوّر وتشكّل عبر عصوره..وظننا أنه وصل إلى هنا وتوقف..ولكن في الآونة الأخيرة وبشكل مفاجئ خرج إلى السطح الأدبي أسلوب جديد من الشعر،أسلوب تم اكتشافه من خلال كرة(القدم)..فجاء هذا النوع من الشعر إلى الساحة الأدبية(متدحرجاً)،لايُعرف رأسه من(كرياسه)..المهم انه جاء يتدحرج دحرجةً فهو(دحروج)..هذا النوع من الشعر أجزتُ تسميته بـ(الشعر الجستني)..وذلك لأن من أنتجه لا ناقة له ولاجمل في الشعر..فناقته ترعى في أرضية ملعب كرة قدم،وجمله يحمل كرة القدم على ظهره..والشعر والشعير بينهما فرق الثرى والثريا..ولأن حاسة(الشم) منتشرة هذه الأيام،فأنني أشم رائحة انتشار الشعر الجستني في تزايد.. الإعلامي الرياضي(عدنان جستنيه) تجرأ على نفسه وعلى الشعر فكتب قصيدةً لا تنتمي للشعر بأي صلةٍ على الإطلاق، قصيدةٌ أخذت اهتماماً واسعاً لما فيها من مساوئ الوزن والقافية..حينها تذكرت المثل الحجازي(أعمى وينضم خرز)..إعلاميو الرياضة يشتكون دائماً من(المتطفلين)على الإعلام الرياضي،فلماذا يتطفلون هم على الشعر والأدب؟..يا ليتهم يتجنّبون الأدب (بأدب)..ويتركون الشعر للشعراء..فالشعر والأدب مكانهما الفكر،والفكر مكانه الرأس لا(القدم)..
رتويت:
يا ظالم الشعر لا شاعر ولا يحزنون
لا تزحم الناس ما دام ان ما لك محل
لـ/عبدالله الطلحي.