بشير الزبني
إن المتتبع لدواوين الشعر العربي يلاحظ تأثر القصيدة في البيئة المحيطة، فالشعر العربي تأثر إلى حد كبير في البيئة الصحراوية ومعالمها من جبال وسهول وهضاب.وكانت البيئة الصحرواية وماتفرضه من حركة ونشاط وتنقّل ظاهرة الأثر في قصائده المعاصرة، وهذه البيئة كانت ملهمة الشعراء والشاعرات وحملت الصحراء مفاهيم عدة، منها (القفر) و(الفلاه) و(البيداء) وهذه المفاهيم وردت على ألسنة شعراء العصر الحديث والماضي وسنحاول عرض جزء بسيط منها، إذا يقول الشاعر عبدالله بن صفيه واصفاً “بيت الشعر”، “يامحلا جني الزبيدي لا طلع..
وحليب عفراً بالسحال مبردي” إلى البيت “وشوف البيوت السود في قفرٍ خلا.. مابه مقاريدٍ عليك تنكدي”، ويقول الشاعر عبدالكريم البدراني من قصيدة جميلة ورد فيها مفهوم “البيداء”: “مناكب البيداء عريضات وطوال..دارٍ نوقف به ودارٍ نطوفه”؛وفي وصف القطاة يسقط الشاعر حُميد بن ثور الهلالي مفردة “فلا” وهي الصحراء الواسعة التي لا ماء فيها قائلاً:”وتأوي إلى زغبٍ مساكين دونها.. فلاً ما تخطّاه العيونُ مهوب”،وعلى نحو ذي صلة تكون بيئة الشاعر المؤثر الأقوى في قصيدته، ويؤكد ذلك قصيدة علي بن الجهم عندما قال في مدح المتوكل،”أنت كالدلو لا عدمناك دلوا.. من كبار الدلا كثير الذنوب”،وكانت تلك القصيدة شاهداً استدل به الخليفة المتوكل أن شاعرها يقنط البادية فأمر له بدار حسنة على نهر دجلة.
قبل الختام:
الأنفس بيوتٍ من فئات الطبوع مْلي
الأقدار توجدها والأخلاق تبنيها
مجالس على شي ومجالس على لاشي
ما تلقى بها غير قهوتها وشاهيها
لـ / مطلق بن شويه