ملامح صبح

وتد.. أي رسالة للشعر؟!

محمد صلاح الحربي
أعتقد بأننا حينما نقول : إن هناك رسالة للشيء، فهذا يعني أن هناك مهمة يجب أن يقوم بها على أكمل وجه .. ومن هنا يأتي التدخل في عالم الشاعر، وشؤونه واستقلاليته المفترضة؛ حيث تتم الوصاية على فكره وقلبه باسم أن يكون له رسالة، وغالبا يأتي شكل تلك الرسالة في أن يؤدي الشاعر أو الشعر مهمة واعظ أو مرشد اجتماعي أو داعية إصلاح أو منسق حدائق ، وعبر ذلك التدخل فسد الشعر كثيراً وطويلاً، وجمد وهمد وصار نظماً غثاً بلا أي ملمح روح أو حياة؛ إذ إن أكثر من تسيدوا منابره، هم من قبلوا تلك الوصاية أو العباية عن عجز، وربما عن فهم ظالم للشعر، وراحوا يحاولون إيصال تلك الرسالة المزعومة إلى من لا يجيدون التعامل إلا مع رسائل البلادة، في الوقت الذي بقي فيه الشاعر الرافض المتمرد على كل الوصايات والتلقين، يزداد وحدة وانعزالاً فادحاً، في مجمتع يريده أن يكون واعظاً ومبشراً وحكيماً و مهرجاً ومسلياً في نفس الوقت. إن في أي تقصد أو تمظهر أو ادعاء من الشاعر أو فرض على الشعر، يعني أن هناك سجنًا لروح أحدهما، إن لم يكن سجنا لروح الاثنين، وتكبيلهما في معزل عن فضاء الخيال الشاسع، والقابل لأن ينتج الشعر من خلاله رسائل في منتهى الجمال، ستكون كافية، ووافية إن صارت مجرد متعة حسية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *