يكتبها : يوسف الكهفي
شهدت التسعينات الميلادية وحتى منتصف الألفية الأولى سوقاً ورواجاً كبيراً للمجلات الشعبية,لم يكن الشعر وحده السلعة التي يتهافت عليها زبائن المجلات الشعبية,اقول زبائن بعدما اتضح جلياً أن تلك المجلات ليس لها علاقة في خدمة الموروث الشعبي,الذي كان العذر الوحيد لأصحابها,
وأقول ذلك وأنا شاهد من أهلها فقد عاصرتها وعملت بها وتسلمت حتى مناصب ادارية,كانت المسألة حقيقة تجارية بحتة , وبوابة واسعة لـ” الشرهات “بمعناها اللطيف,أو”الشحذة “بمعناها الصحيح,وهنا لا أعمم أقصد السواد الأعظم ممن اقتنى مجلة أو عمل مشرفاً على ملف الشعر ومن كان له السلطة في وضع صورة هذا أو ذاك أو تلك على غلاف المجلة .
كانت”اللعبة”أو الوتر الرنان في تلك الفترة هي أن تأتي لك بـ ” طخَمَه “أو مزيونة وتقول لها:صيري شاعرة..والباقي علينا”,وكل ما تجود به تلك الملقبة بالشاعرة فقط “صورتها”.
كما أن هناك كثر ظهرن بأسماء مستعارة والبعض منهن تم استغلال اسمها كصحفية وكاتبة,حتى احدثن فوضى عارمة في ذلك الزمن وظهر على أثرهن بعض ميسوري الحال وأصحاب المكانة, بالإضافة إلى شباب ” حلوين ” أو”وسيمين”,تم الترويج لهم على انهم نجوم ولهم سوق ,
وتم تكريس وتكثيف حضورهم الدائم على الاغلفة,حتى تحقق الغرض من وجودهم مادياً طبعاً .السؤال الذي يجب أن يُطرح حالياً هو:أين حسناوات الشعر وصحافياته وكاتباته ؟أين شعراء البيارق ؟أين شعراء الأغلفة والماكياج ؟هل وصلنا حقيقة إلى فرز الغث من السمين؟سؤال ينتظر إجابة.