عواصم ــ وكالات
نشرت الخارجية الأميركي، عبر موقعها الرسمي قائمة بالأعمال الإرهابية التي رعتها إيران في أوروبا خلال العقود الأربعة الماضية، أي ما بين 1979 و2018، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأوربيين لمواجهة هذا الإرهاب الذي يقوم به النظام الإيراني.
ويتزامن نشر هذه القائمة مع قضية محاولة الاعتداء بقنبلة على مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس السبت الماضي 30 يونيو ، والتي اعتقل خلالها المدبر الرئيس للهجوم، وهو دبلوماسي يعمل بالسفارة الإيرانية.
وجاء في مقدمة القائمة أن “النظام الإيراني قد جلب المعاناة والموت للعالم وشعبه، حيث في أوروبا فقط، تسببت الاغتيالات والتفجيرات والهجمات الإرهابية الأخرى التي ترعاها إيران في تشويه حياة عدد لا يحصى من الناس”.
وشرحت القائمة بالتفصيل العمليات التي قامت بها أجهزة المخابرات الإيرانية، أو عملاؤها من ميليشيات “حزب الله” اللبنانية من تفجير واغتيالات وأعمال خطف وقتل ضد معارضي النظام الإيراني، أو أهداف لأميركا وحلفائها.
بدوره طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، في معرض تعليقه على قائمة الأعمال الإرهابية في أوروبا، أن يطرح القادة الأوروبيون هذا الأمر مع روحاني وظريف خلال جولتهما الأوروبية”.
وفي تغريدة أخرى، قال بومبيو: “حان الوقت لمواجهة الحقائق حول نظام إيران الخبيث”.
وأدت قضية الهجوم الفاشل على مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، إلى فتح ملف عشرات الاغتيالات التي قام بها النظام الإيراني في أوروبا ضد معارضيه، وضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
فيما انتقدت صحيفة “بيلد” الألمانية في تقرير لها، دولاً أوروبية من بينها سويسرا والنمسا، لاستقبالهما الرئيس الإيراني حسن روحاني، بسبب تورطه في دعم الإرهاب، وضلوع بلاده بجرائم ضد حقوق الإنسان، الأمر الذي يتعارض مع القيم الأوروبية.
وهاجمت الصحيفة الألمانية، استمرار سياسة المهادنة الأوروبية مع نظام الملالي على مدار نحو 40 عاما، مؤكدة أن مواصلة دول أوروبا السياسات نفسها مع طهران لن تؤدي إلى نتيجة أخرى، مطالبة إياها بضرورة تغيير موقفها من سياسات إيران العدائية، ولا سيما تجاه المعارضين لها.
واستنكرت “بيلد” استقبال الحكومة النمساوية لروحاني في آخر جولاته بأوروبا، قبل أن يعاود المغادرة إلى طهران، وانتقدت في الوقت نفسه الدعم النمساوي للملالي، خاصة مع سجل نظامهم الحافل بجرائم دعم الإرهاب طوال الأعوام الماضية.
واعتبرت الصحيفة الألمانية، أن استقبال روحاني في فيينا خيانة لكل من المعارضة الإيرانية، والقيم الأوروبية، قبل أن تشير في نبرة غاضبة، إلى أن أوروبا ليس لديها الحق في فرش أراضيها بـ”سجادة حمراء” لـ”الجلادين”، و”الإرهابيين”، مطالبة الدول الأوروبية باتخاذ موقف أكثر جدية تجاه تهديدات إيران لجيرانها، ولشعبها، وكذلك إزاء المجتمع الدولي.
وكتبت “بيلد” أنه في الوقت الذي تعاني القارة الأوروبية من تداعيات أزمات الهجرة غير الشرعية، واللاجئين، يزور أحد المسؤولين الرئيسيين عن تلك الأزمات العاصمة النمساوية فيينا، وسط مراسم عسكرية، رغم تورط إيران في دعم وتمويل قادة جيوش ومليشيات إرهابية حول العالم.
وساقت الصحيفة عدة أسباب أمام سباستيان كورتس المستشار النمساوي، والرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، كانت كفيلة بإلغاء زيارة روحاني، وطرده إلى جانب الوفد المرافق له إلى طهران مجددا، قبل أن تستهل تلك الأسباب بتورط مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران، باستهداف حافلة ركاب في بروجاس بالبرتغال عام 2012.
وأشارت “بيلد” إلى أن أوروبا اكتوت بنيران الإرهاب الإيراني على مدار عقود، بين عمليات انتحارية، وتنفيذ اغتيالات بحق معارضين لنظام الملالي، إضافة إلى التورط بالجاسوسية، آخرها كان اعتقال دبلوماسي إيراني ضالع في تنفيذ مخطط إرهابي لاستهداف مقر مؤتمر للمعارضة الإيرانية بالعاصمة الفرنسية باريس.
واعتبرت الصحيفة الألمانية، أن حسن روحاني نفسه متورط في التخطيط لعمليات إرهابية ضد تجمعات دينية يهودية بالأرجنتين عام 1994، أوقعت 85 قتيلا، حينما كان يتولى منصب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قبل أن تحمل النظام الإيراني مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية السورية، وهروب ملايين الأشخاص كلاجئين إلى أوروبا، في الوقت الذي اعتبرت نظام الملالي شريكا في جرائم حرب، ودعم مليشيات طائفية للقتال إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وعرجت الصحيفة على انتهاكات النظام الإيراني ضد حقوق الإنسان في الداخل، مثل قمع نشطاء الرأي، والمعارضين السياسيين، إضافة إلى قمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة للمغامرات العسكرية خارج الحدود.
واختتمت صحيفة “بيلد” الألمانية تقريرها، مشيرة إلى أن سياسات النظام الإيراني التخريبية على مدار 40 عاما لن تتغير، في ظل استمرار السياسات نفسها التي تنتهجها دول أوروبا مع طهران، والتي لم تسفر عن جدوى، سوى مواصلة نظام الملالي النهج العدائي تجاه جميع دول العالم.
من ناحية أخرى، وصفت صحف فرنسية جولة روحاني الأوروبية التي انتهت الأربعاء، بـ”المهمة المستحيلة للرئيس الإيراني في أوروبا.. وفشل الدبلوماسية الإيرانية في دول الاتحاد”، في محاولة لاستجداء زعماء الاتحاد الأوروبي وأصحاب الشركات، للإبقاء على الاتفاق وعدم سحب استثماراتهم من بلاده، مشيرة إلى إحباط دبلوماسي لإيران بالكامل خلال زيارة روحاني إلى أوروبا.
وفى سياق منفصل، سلطت صحيفة “كيهان” اللندنية، الضوء على إبرام مذكرة تعاون ثنائي منذ أيام، بين كل من وزارة الدفاع الإيرانية ومنظمة الأوقاف والشؤون الخيرية في البلاد، مشيرة إلى أن الهيئة الأخيرة ذات الطابع الديني تستهدف دعم الأنشطة العسكرية التي تنخرط بها المؤسسة العسكرية، ولا سيما برنامج التسلح الصاروخي الباليستي العدائي، والمثير للجدل بالمنطقة.
وأوضحت “كيهان”، أن توقيع الاتفاق الثنائي جرى بحضور أمير حاتمي، وزير الدفاع الإيراني، وعلي محمدي رئيس منظمة الأوقاف الإيرانية، بهدف تعزيز ثقافة “الوقف الخيري” بمجال التصنيع العسكري، قبل أن يصف الطرفان الخطوة بـ “المنحة الإلهية” لتنفيذ أوامر وسياسات المرشد الإيراني علي خامنئي، على حد قولهما.
وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى أن وزير الدفاع الإيراني أعرب خلال اللقاء عن شكره للأوقاف إزاء مشاركتها في هذا الأمر الذي وصفه بـ “الخطير والمهم”، معتبرا أن التعاون الثنائي بين المؤسستين من شأنه أن يفتح الباب أمام الراغبين في دعم الأنشطة العسكرية للجيش الإيراني وغيره من باقي المليشيات المنضوية تحت عباءة نظام الملالي.
وألمح رئيس منظمة الأوقاف الإيرانية، أحد أبرز الجهات التي تتلقى أموالا وعطايا مالية باهظة مثل الزكاة، والنذور، والخُمْس، إلى أن مؤسسته تعتزم المشاركة والدعم بالمجال الأمني والدفاعي، اللذين وصفهما بأنهما من أهم المجالات بالبلاد، رغم تزايد أعباء المواطنين الإيرانين؛ جراء التدخلات العسكرية الخارجية، إلى حد رفع شعارات ضد المليشيات العسكرية لنظام الملالي خلال احتجاجات عدة مؤخرا.
ورجحت الصحيفة أن الخطة ليست مرتبطة بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة، لكنها تستهدف استغلال العوائد الضخمة التي تحصل عليها الأوقاف من أموال الوقف الخيري كالمراقد والحوزات الشيعية التي يسيطر عليها رجال الدين المتشددون، وكذلك الصدقات، لصالح المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية، معتبرة أن أموال الأنشطة الخيرية، التي ينفقها المواطنون بوازع ديني ستذهب هباء لصالح تلك المشروعات؛ مثل تصنيع الصواريخ والأسلحة، والتي ستؤول تداعياتها على عاتق الشعب الإيراني، بحسب قولها.
وأدى انشغال إيران بمغامراتها العسكرية خارج الحدود إلى تزايد الضغوط على الطبقات الاجتماعية الفقيرة، والمطحونة بفعل الأزمات الاقتصادية المزرية، إلى حد أن طالبت لجنة حكومية معنية بالإغاثة والأعمال الخيرية ظاهريا، حكومة طهران بتوفير المتطلبات المعيشية لنحو 700 ألف أسرة إيرانية جديدة، دخلت عداد الفقراء بالبلاد.