عواصم ــ وكالات
تعهد الجيش الأمريكي، بحماية السفن في الخليج العربي، في رد حازم على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة ناقلات النفط. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية الكابتن بيل أوربان، في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشيتد برس”، رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي هدد خلالها بمنع صادرات نفط دول المنطقة، إن “القوات الأمريكية وحلفاءها الإقليميين مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقاً للقانون الدولي”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت منذ أيام أن الولايات المتحدة مصممة على دفع إيران لتغيير سلوكها، من خلال وقف صادراتها النفطية بشكل تام، رغم اعتراض الدول المستوردة.
وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية براين هوك، الذي يدير التفاوض مع حلفاء الولايات المتحدة حول استراتيجية جديدة حيال إيران، إن واشنطن واثقة بوجود ما يكفي من الاحتياطات النفطية في العالم للاستغناء عن الخام الإيراني.
وبعد أن لمح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال زيارته لسويسرا، لقدرة بلاده على منع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران، تراجعت طهران على ما يبدو، لا سيما أن الرد الأميركي أتى سريعاً على لسان المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بشه، في حديث مع وكالة البرلمان (خانه ملت)، إن إيران لا يمكنها إغلاق مضيق هرمز.
وبشأن ما فهم من تصريحات روحاني بأنها تهديد بإغلاق المضيق، وأيده لاحقاً قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مشيداً بموقفه، قال بشه إن الرئيس لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة، إغلاق مضيق هرمز.
كما أكد أن إيران لا تنوي خرق المعاهدات الدولية، مضيفاً “إن الإجراءات الأميركية ضد إيران هي مثال على عدم احترام واشنطن للمعاهدات الدولية”، بحسب تعبيره.
يذكر أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، كان أشاد بتصريحات الرئيس الإيراني حول تهديد صادرات نفط المنطقة إذا ما تم تطبيق العقوبات حول حظر صادرات النفط الإيراني. وأكد سليماني في رسالة وجهها لروحاني، أن الحرس الثوري مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية.
وانضم قائد آخر بالحرس الثوري الإيراني، إلى قائمة المهددين بمنع مرور شحنات النفط في مضيق هرمز بالخليج العربي. وقال العميد إسماعيل كوثري، نائب قائد قاعدة ” ثار الله” بالحرس الثوري، في مقابلة مع وكالة “نادي المراسلين الشباب”: “إن إيران لن تسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز إذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الإيراني”، حسب تعبيره.
في غضون ذلك قالت مصادر قضائية، إن ألمانيا تعتزم تسليم الدبلوماسي الإيراني الإرهابي إلى بلجيكا لمواجهة اتهامات بالضلوع في مخطط تفجير اجتماع حاشد للمعارضة الإيرانية في باريس، كما ستسلم فرنسا إيرانيا آخر إلى بروكسل للمحاكمة بالتهمة نفسها أيضا.
وتحقق السلطات البلجيكية بالفعل مع اثنين من مواطنيها المنحدرين من أصل إيراني اعتقلتهما السبت الماضي، يوم الاجتماع الجماهيري الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبحوزتهما 500 جرام من مادة بيروكسيد الأسيتون المتفجرة، كما عثرت على جهاز تفجير في سيارتهما.
وزعمت إيران أنها لا علاقة لها بالمخطط الذي وصفته بأنه عملية “زائفة” نفذتها شخصيات من داخل المعارضة.
وإلى جانب الرجلين اللذين اعتقلا في بلجيكا، ألقي القبض في ألمانيا على دبلوماسي إيراني مقيم في النمسا، كما اعتقل رجل من أصل إيراني في فرنسا، وقالت السلطات القضائية في فرنسا وألمانيا إن بلجيكا طلبت تسليمهما.
وقال مصدر أوروبي آخر “إنها مسألة في غاية الحساسية والبلجيكيون يقودون التحقيق”.
وقالت وزارة الخارجية النمساوية، الثلاثاء الماضي، إنها ستجرد الدبلوماسي الإيراني (أسد الله إيه.) البالغ من العمر 46 عاما من وضعه الدبلوماسي بعد اعتقاله في ألمانيا، للاشتباه بصلته بالاثنين المقبوض عليهما في بلجيكا.
وفى سياق ذو صلة رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن تكرر اندلاع احتجاجات الشعب الإيراني، بعد شهور قليلة من قمع نظام الملالي مظاهرات حاشدة في أنحاء إيران احتجاجا على تراجع الاقتصاد وتفشي الفساد، يعتبر علامة على السخط الذي ينتشر مع مواجهة طهران تصاعد العقوبات الأمريكية المتجددة.
وأشارت الصحيفة في افتتاحية نشرتها على موقعها الإلكتروني، إلى الاحتجاجات الأخيرة تمركزت في خرمشهر جنوب غرب إيران، خلال عطلة الأسبوع الماضي بعد انقطاع مياه الشرب.
واحتشد مئات السكان في ساحة عامة تستخدم لتأدية صلاة الجمعة، وألقوا باللوم على المسؤولين المحليين في نقص مياه الشرب، ورددوا هتافات ضد الحكومة الإيرانية، بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات في مدينة عبادان المجاورة.
واعتبرت الصحيفة أن المظاهرات الأخيرة جزء من نمط أوسع لتنامي سخط الشعب الإيراني من الحكم الاستبدادي في طهران، ففي ديسمبر ويناير الماضيين اندلعت احتجاجات في أكثر من 100 مدينة وبلدة ضد التضخم والبطالة والفساد.
وفي مارس الماضي، احتج مزارعون من إقليم أصفهان وسط إيران ضد الجفاف طويل الأمد، بينما في مايو الماضي دخل سائقو الشاحنات إضرابا في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على ركود الأجور وارتفاع التكاليف.
ووعد المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس إيران حسن روحاني أن توقيع الاتفاق النووي، الذي أدخل عشرات المليارات من العملة الصعبة إلى البلاد، سيؤدي إلى أوضاع اقتصادية أفضل للشعب.
لكن بدلا من ذلك، استخدم نظام الملالي الأموال لتمويل عمليات قوات القدس والمليشيات المسلحة في سوريا والعراق واليمن وحزب الله الإرهابي في لبنان.
وجاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو الماضي، بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ليثقل طهران بالضغوط، ما دفع المحتجون الإيرانيون للاحتشاد في طهران الشهر الماضي بعد هبوط الريال الإيراني إلى 90 ألف دولار في السوق السوداء.
وتخطط وزارة الخزانة الأمريكية خلال أغسطس المقبل لإعادة فرض عقوبات على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وتبادل الدولار والتجارة في الدين السيادي لإيران وقطاع السيارات، كما ستدخل العقوبات الأمريكية على الموانئ وبناء السفن والبترول والطاقة والتأمين والمزيد في نوفمبر المقبل.