جدة ــ وكالات
وضع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني في زاوية حرجة، بعدما طالبها بالتوقف عن إطلاق الصواريخ ضد المملكة، حتى يتحقق السلام في اليمن.
واتسقت الدعوة التي أطلقها بومبيو، امس “الأربعاء”، لوقف الأعمال القتالية في اليمن، وتأكيده ضرورة بدء المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الشهر المقبل، مع المواقف المعلنة من جانب “التحالف العربي” الذي تقوده المملكة ، خاصة فيما يتعلق بتحميل الميليشيات الحوثية المسؤولية عن استمرار الأزمة اليمنية. وبشكل مباشر، قال بومبيو إنه ينبغي أن تكف حركة الحوثي المتحالفة مع إيران عن تنفيذ ضربات صاروخية ضد المملكة والإمارات، ما يؤكد واشنطن للمملكة ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تطلقها ميليشيا الحوثي.
وجدد الوزير الأمريكي تأييده جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، خاصةً فيما يتعلق بحماية المناطق المأهولة بالسكان والأعيان المدنية.
كما جدد الوزير الأمريكي توافقه مع الهدف الأساسي لقوات التحالف، وهو إنهاء القتال في اليمن، من خلال التوصل إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
بدوره دعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى محادثات سلام حول اليمن في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، والتوصل إلى حل، متهماً إيران بإضرام الصراع في اليمن وعليهم التوقف عن ذلك.
وقال إن بنود محادثات السلام يجب أن تشمل وقف القتال وإبعاد الأسلحة عن الحدود، ووضع الصواريخ تحت إشراف دولي، معرباً عن اعتقاده بأن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في محادثات بهذا الشأن، مشدداً: نريد للأطراف أن تلتقي في السويد وتناقش حدوداً منزوعة السلاح حتى نمنع استمرار الصواريخ الحوثية الموجهة للبيوت والمدن والمطارات.
فيما رحب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، بالدعوات الأخيرة للاستئناف الفوري للعملية السياسية، والتدابير للتوصل لوقف للأعمال العدائية في اليمن.
وشدد جريفيث، في بيان صحفي، على إنه لا يمكن إن يكون هناك حل عسكري للصراع، لافتاً إلى أنه سيواصل العمل مع جميع الأطراف للاتفاق على خطوات ملموسة لتجنيب كل اليمنيين النتائج الكارثية لاستمرار الصراع، وللتعامل على وجه السرعة مع الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن.
وحث جريفيث جميع الأطراف المعنية على “اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بناء مع الجهود الحالية لاستيئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة، من أجل التوصل لاتفاق على اطار للمفاوضات السياسية”.
كما دعا المبعوث الأممي إلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة، تتضمن على وجه الخصوص: “تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني وتبادل الأسرى واعادة فتح مطار صنعاء”.
وأضاف: “ما زلنا ملتزمين بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل”.
وسبق لقيادة التحالف تأكيد أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي سقوط الضحايا المدنيين، وهو ما أقرت الإدارة الأمريكية به أمام الكونجرس في أكثر من مناسبة.
كما أوضحت قيادة التحالف أن الضربات الجوية التي يتم تنفيذها تستهدف تحركات ميليشيات الحوثي ومنصات إطلاق الصواريخ في المناطق الحدودية، وما يقع منها خارج النطاق السكني في المدن اليمنية، مشيرة إلى أن العمليات داخل النطاق السكاني “محدودة ودقيقة وتقتصر على الأهداف الاستراتيجية”.
وخلال قيامه بدوره في دعم الحكومة الشرعية، حرص “التحالف العربي” على تجنب أي أهداف مدنية أو عسكرية تقع في مناطق مأهولة بسكان مدنيين.
أما الحالات التي ظهر فيه سقوط ضحايا مدنيين، فأحيلت إلى فريق تقييم الحوادث المشترك للتحقيق فيها ومحاسبة المتسببين وتعويض المتضررين، وتقديم المقترحات حيال تطوير آلية الاستهداف للتحالف.
في المقابل، حرصت ميليشيا الحوثي على استخدام الأعيان المدنية والدروع البشرية في عملياتها، ما أطال أمد الأزمة، كما قامت هذه الميليشيات -بتأليب من إيران بانتهاك متعمد لوقف إطلاق النار في مناسبات عدة؛ تحقيقا لأهدافها الضيقة، ودون اعتبارٍ لأرواح اليمنيين ولا مستقبل اليمن نفسه.
وفى سياق متصل أكد البرلمان اليمني، أن تطبيق القرارات الأممية، وأهمها قرار ٢٢١٦، وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، يعدان مدخلا لإعادة التنمية والحد من الفقر الذي يضرب البلاد بعد تعطل مؤسسات الدولة. جاء ذلك على لسان محمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب اليمني، خلال كلمة ألقاها في القمة البرلمانية العالمية ضد المجاعة وسوء التغذية المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد، بحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقال نائب رئيس مجلس النواب، إن جهود المجلس في التأسيس لمشاريع مجالات التنمية التشريعية أو التنفيذية قد تم العبث بها عقب انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على السلطة في اليمن.
وأكد أن المليشيات الإرهابية أعاقت كل مظاهر التنمية، وتقدمت بالسيطرة على جميع المؤسسات الحكومية ومنها مجلس النواب، إلى جانب استخدامها أدوات وأساليب بشعة ضد الشعب اليمني توزعت بين السلب والتنكيل والقتل والتشريد.
وذكر المسؤول البرلماني اليمني أن الحكومة اليمنية أقرت استراتيجية وطنية لمكافحة الفقر تقوم بموجبها بإنشاء أكبر شبكة ضمان اجتماعي لكل مديريات البلاد، وتستهدف ملايين المحتاجين والفقراء. وأضاف، أن اليمن بحاجة إلى التنمية المستدامة إلى جانب المساعدات الإنسانية، مطالبا “القمة” بمساعدة بلاده بإخراجها من الوضع الراهن من خلال تطبيق القرارات الأممية وأهمها قرار ٢٢١٦. وعلى صعيد العمليات العسكرية استهدفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، معسكرا تدريبيا لمليشيا الحوثي الانقلابية، بصعدة، غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم.
وقالت مصادر عسكرية إن “مقاتلات التحالف العربي شنت أكثر من ست غارات على معسكر تدريبي لمليشيا الحوثي في منطقة المراوعة ، التابعة لمحافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل العشرات”.
وأكدت المصادر، أن “أكثر من 100 عنصر في مليشيا الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم في المعسكر الواقع بمزارع قريبة من منطقة دير الناشري في المراوعة”. وتعرضت مليشيا الحوثي الانقلابية لضربات موجعة، حيث حققت قوات الجيش اليمني بإسناد من التحالف العربي، انتصارات واسعة في معاقل الانقلابيين بصعدة والجوف وكذلك في تعز.