مكة المكرمة – واس
أشاد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي تنفذه وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد ،والذي يستقطب كل سنة في موسم الحج ثلة من العلماء والمسؤولين والقادة في الدول الإسلامية ودعوتهم لأداء فريضة الحج ، منوها برعاية المملكة للحرمين الشريفين، وعنايتها بضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتسهيل أمورهم، وتقديم كل ما من شأنه الإسهام في تحقيق راحتهم واطمئنانهم، وتيسير أداء مناسكهم .
وقال سماحة المفتي : إن المملكة العربية السعودية حباها الله -عز وجل- أن جعلها حاضنة للحرمين الشريفين، متولية القيام على خدمتهما على أحسن وجه وأكمله،بما يليق بمقام وقدسية هاتين البقعتين المباركتين وهذا البرنامج يتولى كل سنة دعوة المبرزين من العلماء والمشايخ والمسؤولين في دول العالم الإسلامي ليأتي هؤلاء إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين وعلى شرفه وضيافته.
وثمّن سماحته الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرفة على تنفيذ البرنامج كل عام من أجل تحقيق تطلعات قادة المملكة في هذا البرنامج النوعي الذي يعكس عنايتهم وخدمتهم للإسلام والمسلمين , مشيرا إلى أن هذا البرنامج المبارك ليس فقط مجرد ضيافة، بل له آثار ونتائج إيجابية كبيرة ،ويأتي إكراماً لهؤلاء النخبة من مختلف دول العالم الإسلامي، وتقديراً لمكانتهم وتقديراً كذلك لما لهم من جهود في خدمة الدين والعلم وفي خدمة الناس في بلدانهم.
وأفاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من أهداف هذا البرنامج الإسهام في جمع هؤلاء النخبة من مختلف أرجاء دول العالم الإسلامي، ومن مختلف الجنسيات والتوجهات والثقافات على مائدة واحدة في ضيافة خادم الحرمين الشريفين، وعلى أرض المملكة العربية السعودية، والتي تُعتبر قِبلة المسلمين، ومأوىً لأفئدتهم، ومكاناً لاجتماعاتهم والتحامهم وتقاربهم، كل ذلك يأتي في موسم مبارك، وفي جو روحاني في جوار بيت الله الحرام بحيث لا يخفى على كل متأمل الأهمية البالغة لهذا الاجتماع، والذي يلتقي فيه الإخوة في الإسلام من مختلف الأقوام والقبائل والجنسيات والألوان، وفي هذه البقعة المباركة، مما يعمِّق بينهم روابط الأخوَّة الإسلامية، والتقارب والتلاحم والوحدة بينهم في أجلى صورها ومعانيها.
وقال : إن مما يجسد هذا المقصد النبيل اجتماع هؤلاء الضيوف والتقاؤهم مع خادم الحرمين الشريفين، وليستمعوا لأقواله وتوجيهاته، ويروا بأمِّ أعينهم ما لديه من الاهتمام والعناية بشؤون المسلمين، والحرص على حل مشاكلهم، ورفع معاناتهم ويتأكد ذلك من خلال اجتماعهم بعدد من المسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين من الوزراء والمسؤولين، ومشاركتهم لهم بطرح ما لديهم من آراء ومرئيات، ومدارسة ما يمرون به ويواجهونه في بلدانهم من هموم ومشاكل ومعاناة، إضافةً إلى التقاء الضيوف بعضهم ببعض، مما يعزز التعارف وتبادل الآراء ووجهات النظر بينهم، ويقوي العلاقات والتواصل بينهم في المستقبل بما يعود عليهم بالنفع والخير لهم ولمجتمعاتهم وشعوبهم.
وعدّ سماحته البرنامج خير وسيلة في تحقيق وحدة الصف بين المسلمين، وتقريب وجهات النظر بينهم، وتسوية خلافاتهم ونزاعاتهم، وتقوية روابط الأخوة وتوطيد العلاقات الأخوية بين أبناء الأمة الإسلامية، وتمهيد الطريق للتواصل وتبادل العلاقات والمصالح بينهم في المستقبل على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والعلمية.
وسأل الله تعالى أن يجزي الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- خير الجزاء على هذه الجهود المباركة، في سبيل خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وعلى إقامة هذا البرنامج النيِّر المبارك، الذي حقق إنجازات كبيرة، وأثمر نتائج مُرضية جليلة، وكان له الأثر الواضح في توحيد الأمة ولم شملها وجمع كلمتها، والقضاء على كثير من الخلافات والنزاعات بين الإخوة الأشقاء من أبناء الأمة المسلمة، وتعزيز جانب التفاهم والتقارب والتلاحم بينهم، وأن يحفظ الأمة الإسلامية وبلادها عامة وبلد الحرمين الشريفين خاصة من شر وكيد الأعداء، وأن يجمع شمل الأمة، ويوحد كلمتها، ويديم عزها في ظل شريعة الإسلام وتعاليمه.
* بيان كبار العلماء
من جهة ثانية أوصت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، حجاج بيت الله الحرام، بالحرص على الابتعاد عن جميع المعاصي وترك كل ما يسبب الشحناء والبغضاء بينهم وبين إخوانهم الحجاج من الجدال والمراء والهتافات التي تثير العداوات. قال تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ). وذلك حتى تكون الكلمات في الحج كلها تدعو إلى الخير والبر والتقوى والتعاون على الخير والصفاء، والبعد عن كل ما يسبب الفرقة والاختلاف.
ودعت في بيان لها صدر امس، الحاج إلى الحرص على أداء شعائر الحج ومناسك هذه الشعيرة العظيمة مهتدين ومقتدين في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم امتثالاً لقول الله عز وجل: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) وعملاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام: “لتأخذوا عني مناسككم” رواه أحمد ومسلم والنسائي.
وقالت: ” إن من أعظم ما يقتدى به النبي صلى الله عليه وسلم في شعيرة الحج وغيرها من الشعائر أن يخلص الحاج لله وحده، ويجتهد أن تكون أعماله كلها له وحده، في صلاته ودعائه، وفي طوافه وسعيه، وفي جميع عباداته. قال الله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)”.
وأوضحت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن مما حث الله عز وجل الحاج على فعله أن يحرص على فعل الخير بأنواعه لقوله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) فالكلمة الطيبة والنصيحة، والصدقة والمواساة وإرشاد الضال، وتعليم الجاهل، وغير ذلك كله من الخير الذي يثيب المولى سبحانه عليه، وحرض الحجاج ودعاهم إليه.
وقالت: كما أمر الله عز وجل الحجاج بأن يتزودوا بكل ما ينفعهم في حجهم من النفقة ومن الكتب النافعة التي تعلمهم أداء نسكهم، وأخبر سبحانه أن خير الزاد التقوى، وذلك بأن يتقي الله في نفسه بالإخلاص له سبحانه والبعد عن كل ما يسخطه، ويتقي الله في إخوانه الحجاج فلا يؤذيهم لا بالقول ولا بالفعل قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
وحثت الأمانة في بيانها، الحاج أن يسأل أهل العلم عن كل ما يشكل عليه حتى يكون حجه على ما شرعه الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم، سائلةً الله تعالى أن يحفظ الحجاج وييسر لهم أداء نسكهم ويتقبل منهم ومن المسلمين أجمعين.
ودعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة على الجهود الكبيرة والخدمات التي تبذلها كل قطاعات الدولة لتيسير هذه الشعيرة العظيمة حتى يؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وطمأنينة إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.