أرشيف صحيفة البلاد

هو البيت العتيق

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس إبراهيم الدّغيم [/COLOR][/ALIGN]

[poem=font=\"Simplified Arabic,4,black,normal,normal\" bkcolor=\"\" bkimage=\"\" border=\"none,4,gray\" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char=\"\" num=\"0,black\" filter=\"\"]
هو البيتُ العتيق =إلى مَن أحبّ
تعالَيْ نحوَ قلبي لا تخافي =ففي قلبي صَفيّاتُ القوافي
هو النّسرُ الذي يعلو بعيداً =و أنتِ له القوادمُ و الخوافي
فما أنسَتْهُ ليلاهُ اللّيالي =و لا ذهبتْ بذكراها العوافي
و لكنْ جَدَّ وَجدٌ فاستجدّتْ =قوافيهِ بأورادٍ صَوافِ
كأنداءِ الغمامِ إذا أفاضتْ =سجاياها على حِلَقِ الضّفافِ
و ما أحببتُ من أحببتُ حتّى =رماني الحُبُّ بالسُّمْرِ الثِّقافِ
و يحلو لي جَناها حينَ أدنو =كما يحلو الجَنى آنَ القِطافُ
و تسقيني بيُمناها شراباً =فأسكرُ من رقائقها اللِّطافِ
و ذي كبِدي براها ما براها =أجوزُ بها المفاوزِ و الفيافي
عساها أنْ تفوزِ بمبتغاها =إذا فازتْ برَشْفٍ من سُلافِ
فجودي يا سعادُ على محبٍّ =فإنّ العمرَ آذن بانصرافِ
فما كبِدٌ يُسلّيها التّلاقي =كواحدةٍ يلوّعُها التّجافي
و كم جرحَ الهوى منّا قلوباً =فلم أرَ مثلَهُ بين الشّوافي
و إنّ لهُ على ما قد علمنا =يداً أمضى من البيضِ الخِفافِ
و ليسَ الحبُّ غيرَ عفافِ نفسٍ =و قلبٍ صادقٍ و يَدٍ تُصافي
و كم ألفيتُ من حُسْنٍ و نُعمى =فما ألفيتُ كنزاً كالعفافِ
نموتُ على الهوى و عليهِ نحيا =و حبُّ الله باقٍ في الشَّغافِ
فلَمْ أرَ مثلَ حبِّ الله حبّاً =يدومُ على اتّفاقٍ و اختلافِ
هو البيتُ العتيقُ لكلِّ قلبٍ =فكيفَ نَمَلُّ من هذا الطُّوافِ ؟
[/poem]