يا سيدي، استحلفك بالله، إذا أردت أن تقتلني، فلتقتلني برحمة، قتلة ؛ لا أشعر معها بألم، مثل شكة الإبرة، ولا تحرقني حياً، فلا يعذب بالنار إلا خالقها، وأنت سيد العارفين بقال الله وقال الرسول! ولا تجز رقبتي جزاً، بسكينك الحامية، فذلك أدهى وآمر، فلست بذبيحتك، التي سيغفر الله لك بها خطاياك، عند أول قطرة دم! ولا تبث مشهد إعدامي جهاراً أمام الخلق، فيراه الآل والصحب، فيُصيبهم غم على غم، وتتشح حياتهم بوشاح السواد، واكتم مقتلي، واجعله سراً، فتكون بذلك رحيماً بهم … يا قاتلي، أراك ترفع شعار خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود، ولا إله إلا الله، محمد رسول الله، على راياتك السود، وما جرأت على اليهود، بل أعملت سيفك في رقاب بنو دينك، وأبرياء من دونهم، قصدوا المهجر، يكدحون، من أجل لقمة عيش، فأحللت دمائهم، بضرب أعناقهم، غدراً وخسة، جزاء كدحهم! وأجريت دمائهم أنهارا، فلا طابت الحياة بلقمة عيش مغموسة في الدم … وما هذا اللثام المتشح به وجهك؟! فلتنزعه عنك لو كنت صادقاً، فالحق أبلج، ولا يحتجب خلف لثام، والباطل لجلج، ولا يكفيه ألف لثام، ولكن أكثركم تجهلون، كذبتم على خير الانام، مُدعين بعثه بالسيف، فأصبتم منهاج الخوارج، فقست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وما الله بغافل عما تعملون، فطوبى لمن قتلكم وقتلتموه.
• بقلم/ أسامة بن محمد أبو هاشم.