الأرشيف البوح

هل يعود الطب عربياً …!!؟

يزداد إيامني دائماً بتلك الأفكار المهجورة والتي أجد في كل مناسبة أنها تستحق تلويناً أشد وقعاً ليس لشيء إلاّ لأني أعتقد أن المسافة في هذا التوقيت من عصر الطفرة المعلوماتية أصبحت أقرب الآن من ملامسة مثل تلك الأفكار واقعاً ؛ ….مؤخراً قرأت فكرة أخاذة للزميلة الإعلامية نوف العمودي الطالبة في كلية الطب بجدة .
كان مؤداها التساؤل التالي ( ما المانع لو درسنا الطب بـالعربية ؟) وكأنها بطريقة أخرى أو بقراءة من زاوية أبعد تقول ما المانع لو أعدنا الطب لــ لُغة الأصل ..!؟ نوف وهي تلك الطالبة التي ومنذ اليوم الأول سابقت الزمن في دراستها ، تحاول من خلال تلك الرؤى أن تثبت نفسها وللآخرين من خلال سؤال تردد على أحدنا كثيراً لماذا الإنجليزية هي الأُم ..!؟ خصوصاً وأن كثيراً من دول أوروبا بجوار اليابان والصين سبقونا بإعتزازهم بلغتهم وجعلوها الأم حتى في طلبهم للعلم من خلال ترجمة علم الآخرين لــ لغتهم ، ومن هنا أتساءل أين الضرر لو تمت ترجمة تلك العلوم لـ اللغة العربية مع الحفاظ على أسماء الأدوية والأمراض والعلماء وما إلى ذلك من التفاصيل التي لا تقبل الترجمة …أجزم أن الأمر لو كان كذلك لكان الأمر أكثر نفعاً من حيث الوصول (بطالب / ة ) الطب إلى فوائد أعمق بل أن الوصول لمثل تلك الفكرة واقعاً أجد أنه يحول الكثير من المفاهيم ( المحفوظة ) في وقت الامتحان فقط لمفاهيم ( مفهومة ) لما بعد الامتحان وهذا هو المطلوب أن تبقى المعلومة في الذاكرة لا أن تغادرها مع ورقة الامتحان.
شدني في اقتراح الزميلة نوف العمودي ذلك الحماس لكل شيء يرتبط بفكرتها بما في ذلك الرغبة الملحة في الحصول على تجاوب ولو لمجرد التجاوب مع من يهمهم الأمر ,في زمن نحتاج فيه لعقول تنزف بالأسئلة التي من شأنها أن تأخذنا إلى النمو من نافذة نغادر فيها الأمس ونصافح فيها شباب اليوم بأفكارهم التي تتوجب علينا أن نفلح بالإنصات لها على الأقل من أجل أن نقول إنها فكرة جيدة لنناقشها على الأقل …!
خاتمة ..
بعثرة الأصدقاء أكثر حُمقاً من بعثرة المال..!
[email protected]
عتيق الجهني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *