امسكت بقصاصة الورق دورتها في قبضة يدها ضغطت عليها بشدة ضربت بها زجاج النافذة ارتدت اليها تاهت عيناها في الفضاء عبر الزجاج بدت لها العمارات المتباينة الارتفاع كأنها اشباح أو كأنها رؤوس اشجار حديقة وأغصانها المتمايلة كأنها هي الاخرى اشباحاً في الفضاء.تحركت من مكانها الليل يرخي سدوله وهي تقتات وحدتها ويعصرها سكون الليل بلا رحمة.
ارخت ستائر الغرفة، صوت المذياع ينبعث في هدوء بدت لها ذبذباته كأنها بركان هادر، حركت مؤشر المذياع اختلطت الاصوات من كل اللغات قررت ان تضع حداً للصراع الذي تعيشه ولكن كيف ظل السؤال يلح عليها وغابت الاجابة الى الابد صوت المفتاح في جوف القفل؟ كأنه صرير سلاسل سجان مدت يدها لمفتاح النور تحولت الغرفة الى ظلام دامس، الوحشة تملأ عليها نفسها تحول ما حولها الى سرداب مظلم انفاس امها تكاد تحرق وجهها تكاد تشاهدها في كل ركن من اركان البيت أين هي؟، اعتصرت قلبها في جوفها فجأة اصبحت لوحدها الكل سرقته همومه الكل ذهب الى حيث شاء دارت بها الدار ذكرياتها تطوحها الى البعيد الى حيث البدايات امها التي كانت تملأ عليها حياتها ذهبت الى هناك الى عالم الصمت لم تصدق كيف حدث كل ذلك في لحظة مسروقة منها بلا وعي.
فجأة ظهرت صورته في ذهنها هزت رأسها اكثر من مرة كأنها تنفض من فوقه تراكمات السنين والايام خرجت منها زفرة خفيفة اين هو الآن واين هي؟ لقد مضى ومضت معه كل الآمال عاودها السؤال الاستفزازي هل يعود؟.
الحسون
