مقالات الزملاء

هل يعترف المحظوظون ؟

1
هل يعترف – المحظوظون ؟ .. وما الذي يمكن أن يفعله ( الحظ ) في حياة الناس ؟ .. وبصيغة أخرى ما دور هذا العنصر السحري في ( رفع ) أقوام .. و( إنزال ) آخرين ؟ .
2
وبداية نقول إن الذين ينكرون دور ( الحظ ) .. إنما يتجاهلون فعلاً واقعاً في حياة الناس .. بل وأكثر من ذلك فإنني – شخصياً – أرى أن الحظ هو من بين أهم عنصر لنجاح و( وصول ) هذا أو ذاك من الناس – بشكل عام – إلى مراكز وظيفية متقدمة ، أو تحقيق مكاسب دنيوية أخرى .
3
صحيح أن الموهبة مهمة ، وأن الذكاء مطلوب ، وأن ( العملية ) مرغوبة ، وأن ( الديناميكية ) حاجة مهمة .. ولكن كل هذا العناصر في ظني تقف وراء ( الحظ ) الذي ما أن ينحني أمامك وتمتطي كتفيه حتى تصبح في مقدمة الركب .
4
ولدينا – في الواقع – شواهد كثيرة في الحياة من حولنا لأناس انصاع لهم ( السيد – الحظ) فكانت خطوة والواحد منهم بألف خطوة من خطوات غيرهم أو زملائهم , فإذا ما قلت لك إن موظفاً عمره الوظيفي حوالي عشر سنوات ، وصار الموظف الكبير جداً , وأن رجلاً كان واحداً من الباعة الجائلين ثم أصبح اليوم مليونيراً لا يقدر على إحصاء أمواله ، وأن سيدة أميّة لا تعرف تقرأ ولا تكتب شيئاً تحولت إلى واحدة من أكبر مشاهير المجتمع .
5
وغير هؤلاء الكثير والكثير .. ممن نعرف ولا نعرف .. فهل يعني هذا أن هؤلاء عباقرة زمانهم ، أو أنهم الأكثر ذكاء وحيوية و( مفهومية ) ؟ .. وأن غيرهم ممن لم يصل إلى ما وصلوا اليه هؤلاء هم مجرد أغبياء وكسالى وهامشيون ؟ .
6
الجواب ( لا ) بالطبع .. ولكنه ( صاحب السعادة – الحظ ) الذي قَبِل بأولئك ولم يقبل بهؤلاء رغم ركضهم وراءه وتوددهم له .
وما نريد قوله ختاماً .. ألاّ يُنكر إخواننا (المحظوظون ) أن لـ (عمهم – الحظ ) أعظم الأثر في حياتهم وفيما وصلوا له ؟ … فقط نريد اعترافاً ؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *