أرشيف صحيفة البلاد

هل تعودين إلى ذلك الشاطئ

يا سيدتي الحائرة
الأمواج أخذتك بعيدا عن شاطيء الأمان
وزفتك إلى شوارع مظلمة
لا يكتسيها سوى الضياع
لا تستوطن فيها غير الغربة
ولا يبرز في أفيائها سوى الأنين
ولا يتوهج في أركانها سوى الاحتراق 0
ليه جذبك الحزن
لتقفي في دياجيره
وتستقري في مناراته
يا سيدتي :
لا تدعين الحيرة تسكن واقعك
فحتما سوف تؤدي بك إلى الغياب
فلا شمسك تظهر
ولا نورك يتألق
فتفقد الاتجاهات رونقها 0
حين تنسى الإيام البسمة
ويحل الشحوب بالواقع
ويكسر حاجز الأمان الصمت
وتغرد النوارس بصوت حزين
آه يا مهاجرة
لم تداعيتي
كنا نقف بجوارك فننتشي
ولكن طال الغياب
فغاب كل شيء
حين كان معك الأنس يعانق الحدود
والأماني ترقص في الأعماق
لكن كل شيء حملته الريح
فلم يبقى سوى ذكريات من حلم وئد
وأشلاء تطايرت لم يبقى منها سوى الحطام
وساعات كان فيها الهمس أحساس
والوجود اشراقة
والهطول مبهج
لكن الموانئ هجرت
والأشواق ماتت
والمعاني ذبلت
انتظرنا طويلا
لكنك لم تعودي
ونحن من تعود عليك
وأدمن على اشراقتك
وحلم ببقاءك كل الوقت عطر وأريج
نسمة تفجر كل ينابيع الأنس
شمعة تضيء المساحات
شعاع حين ينير يبهر
فغيابك ولد في إعماقنا الألم
فهل تعودين إلى ذلك الشاطئ
لتستريحي عليه
وتنبض بك الحياة
سيف المرواني
عازف شجن
معراج أسئلتي..
أسائل النفس
عن أمر
يؤرقني
وعن ثقيل
ثوى في الصدر
يخنقني
فتستجم
مرايا العين
غارقة
بماء حزن
كلفح النار
يحرقني
أصعّد الفكر
في معراج
أسئلتي
فيرجع العقل
مهزوما
يؤنبني
رحلت في
سهب الصحراء
مستترا
بالليل والنجم
يهديني إلى
وطني
لطائف الرب
للإنسان
حاضرة
في جوهر الروح
محمولا على
البدن
أشم رائحة
الإيمان
زاكية
إن أطرق
الفكر في
شأن يذكرني
هذي
السموات
أسفارا منشرة
أيان وجهت
أقلامي
تعلمني
تُرى النجوم
منارات السما
سرجا
ويذهل العقل
طرق النجم
للأذن
ياللتصابي
هل الإنسان
أحجية
أطوار أزمنة
في عمر
مرتهن
يمضي حثيثا
إلى دنياه
يطلبها
والمورد
الآلة الحدباء
في كفن..

سعود آل سمرة..