الحديدة ــ وكالات
في الـ20 من أبريل الماضي، كانت قوات الشرعية اليمينة مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تتحسس طريقها نحو خطوط إمداد مليشيا الحوثي الانقلابية التي كانت صاحبة الكلمة العليا بالساحل الغربي، وبعد مرور 40 يوما، كانت المعادلة قد تغيرت كليا.
فبعد “خطاب الهزيمة والاستجداء” لزعيمها، لجأت ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى سياسة الترهيب وتسخير الدين لتنجيد مقاتلين، ومنع عناصرها من الفرار من ساحات المعارك، على جبهة الساحل الغربي.
وأمام تقدم الشرعية ، شنت الميليشيات الإيرانية حملة لحث “الشباب على القتال”، وفق مصادر ميدانية.
وقالت المصادر إن عناصر من الحوثيين جابوا “شوارع صنعاء وعمران وحجة لحث الشباب للخروج إلى ما سمته الدفاع عن الحديدة، وينم تهديد من لا يتجاوب بالعقوبة وإقامة حد الفرار من الزحف..”.
وتأتي هذه الخطوات اليائسة بعد ساعات على خطاب لزعيم الميليشيات، عبد الملك الحوثي، أقر فيه بالهزائم المتلاحقة التي منيت بها ميليشياته، بعد اقتراب المقاومة اليمنية من مدينة الحديدة.
واعترف الحوثي بحدوث “اختراق في جبهة الحديدة”، كاشفا عن حالة من الارتباك والهلع في صفوف مسلحيه، أمام التقدم العسكري للتحالف والمقاومة، مشيرا إلى أن ذلك كان سببا في الخسائر التي مني بها.
وناشد زعيم الميليشيات الموالية لإيران، في خطاب متلفز، عناصره عدم الفرار من الجبهات، التي تشهد حالة انهيار في صفوف المليشيا وخسائر فادحة.
ودخلت معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها مرحلة جديدة بعد الانتصارات الكبيرة، التي تحققت خلال الـ72 ساعة الماضية، وتم خلالها تحطيم دفاعات ميليشيات الحوثي وتحرير معظم مناطق مديريتي التحيتا والدريهمي.
ولقي عدد كبير من عناصر ميليشيات الحوثي الموالية لإيران مصرعهم خلال مواجهات مع قوات المقاومة اليمنية في مديرية الدريهمي، وسط خسائر كبيرة ومتسارعة في صفوفهم بعد انهيار تحصيناتهم الدفاعية الرئيسية التي كانت تعول عليها في الساحل الغربي لليمن.
فيما أعلن الجيش اليمني، امس الثلاثاء، مقتل ما لا يقل عن 93 عنصراً من فرقة تابعة لمليشيا الحوثي ، بينهم قائد الفرقة عبدالجبار الشامي، أحد القادة الميدانيين البارزين لمليشيا الانقلاب في جبهة الساحل الغربي، خلال تطهير مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة اليمنية.
وأفاد موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمنية، بأن الفرقة تابعة للمليشيا الحوثية، التي حاولت بها تعزيز منطقة الدريهمي، بعد أن تلقت عناصرها تدريباً على يد خبراء إيرانيين، وتم القضاء على كامل عناصرها بعمليات نوعية نفذتها قوات الجيش.
على صعيد متصل، وصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى ساحل الطايف في مديرية الدريهمي، بعد سيطرتها على عدد من المناطق والقرى التابعة للمديرية جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقالت مصادر عسكرية لموقع “سبتمبر نت” إن قوات الجيش اليمني تتمركز حالياً على حدود مركز مديرية الدريهمي بعد سيطرتها على الكويزي وغليفقة والطايف التي تفصل بينها وبين مركز المديرية منطقتان هما: الشجيرة شرق الخط العام، والنخيلة غرباً، أي بحدود 10 كيلومترات عن مركز المديرية.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش اليمني وبإسناد من مقاتلات للتحالف العربي، استكملت تحرير معسكر الزرانيق والمناطق المحيطة به في مديرية الدريهمي، موضحةً أنها توقفت لتأمين المناطق المحررة وقطع خطوط إمداد المليشيا الانقلابية.
وأكدت أن عملية تحرير محافظة الحديدة باتت قريبه جداً من خلال خطة عسكرية وعبر مراحل قصيرة، بدأ تنفيذها بتحرك جزء كبير من قوات الجيش الوطني والتقدم شرقاً عبر الجاح إلى بيت الفقيه والحسينية وصولاً إلى محافظة الحديدة خلال الأيام القادمة.