[FONT=Tahoma][SIZE=3][ALIGN=RIGHT][COLOR=red]علي محمد الحسون :[/COLOR][/ALIGN][/SIZE][/FONT]
( 1 )
لا يستطيع المراقب – المنصف – إلا الوقوف بكثير من الاحترام والتقدير لهذه – الروح – الوطنية القومية الاسلامية التي تنبع من وجدانه ولا يستطيع المراقب وهو يتابع هذه الحركة المتواصلة على كل الساح العربي والاقليمي إلا ان يقف بكل الاحساس الانساني الكبير لهذا – الرجل القائد – الذي يعطي أمته من حيويته اقصى ما يعطي القائد التاريخي لمن يمثله من أمم، ان قدر عبدالله بن عبدالعزيز جعله يقف هذه المواقف العظيمة منذ ان تفتحت مداركه على شؤون أمته فهو العروبي في ابهى العروبة وهو الإسلامي في عزة وشموخ الاسلام. انظر الى خطواته التي شق بها دياجير الظلام عندما ادلهمت سحب البعد والتباغض على الأمة ابتداءً من افغانستان حتى العراق مروراً بلبنان واليمن، ها هو في قمة الكويت والعالم العربي منقسم على نفسه خرج بتلك الدعوة.
( 2 )
ان مواقفه كانت تنبع من ايمان عميق بأهمية سلامة الجذر العربي الاسلامي هكذا هو في كل هذه وتلك المواقف حيث استطاعت ان تلعب دوراً محورياً على الصعيدين العربي والدولي، حققت خلاله الانفتاح على الآخرين واحياء مسيرة العمل العربي المشترك وإصلاح ذلك البين على المستوى العربي بين العديد من الأطراف العربية المختلفة وتفعيل القضايا العربية ولاسيما ما خرجت به القمة العربية التي عقدت بالرياض من قرارات في شأن القضية الفلسطينية وتثبيت المبادرة العربية التي كانت في الأساس مبادرة سلام تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد واعتمدتها قمة بيروت كمبادرة سلام باسم العرب جميعاً بالاضافة إلى ما قامت به القيادة السعودية خلال الأعوام الماضية من جهود لحل القضايا الشائكة المختلفة في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان وتشاد وبما من شأنه أن يلم شمل الأمة العربية ويجعل موقفها موحداً إزاء مواجهة التحديات والأخطار التي تحيق بها من كل جانب . وجولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية الأخيرة التي بدأت بمصر مروراً بسوريا ولبنان واختتمت في الأردن اسهمت في إعادة ترتيب البيت العربي نظراً لمنزلة ومكانة المليك في العواصم العربية. والجولة جاءت في وقت بالغ الحساسية، تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بمنعطف تاريخي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بعد وجود شبه اجماع دولي على حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وهو ما يدعو إلى ضرورة استغلال الفرصة وتوحيد الجهود العربية للضغط على إسرائيل واستعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة.
لهذا كانت جهوده حفظه في اضفاء الصفاء على الشعوب العربية ديدنه الذي يحرص على القيام به ولهذا جاءت القمة الثلاثية في قصر بعبدا في بيروت في سبيل تعزيز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي في لبنان وتحسين فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي.
أما على الصعيد الفلسطيني فقد كان حفظه الله من اوائل المبادرين في تضميد الجرح الفلسطيني حيث جمعهم في لقاء مصالحة في البلد الحرام في مبادرة هي الأولى من نوعها إذ جاء هذا النداء في أعقاب حركة دبلوماسية سعودية دءوبة استهدفت فتح كافة قنوات الاتصال الإقليمية والدولية لاحتواء الوضع الإقليمي الذي ينبئ عن إرهاصات أزمات جديدة تبقي المنطقة في حالة عدم الاستقرار.
( 3 )
قمة \"التضامن\" بالرياض تحصن الهوية العربية
وتعمق الانتماء العربي
في القمة العربية التاسعة عشرة التي عقدت بالرياض يومي 27-28 مارس 2007 م تحت عنوان \"قمة التضامن صدر عن القمة \"إعلان الرياض\" الذي تضمن عزم القادة على العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم. وأكد إعلان الرياض العزم على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح والمصالحة ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية الإقصائية وحملات الكراهية والتشويه ، بالإضافة إلى ترسيخ التضامن العربي الفاعل في إطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي الذي أقرته القمم السابقة وتنمية الحوار مع دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة ومحددة وإحياء مؤسسات حماية الأمن العربي الجماعي وكذلك تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خياراً إستراتيجياً للأمة العربية من خلال مبادرة السلام العربية، وتأكيد أهمية خلو المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل بعيداً عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها.بهذا المفهوم كان حفظه الله يسير دفة الأمور بعقلية منفتحه لا تتخذ سوى الخير والاستقرار للامة سبيلا.
( 4 )
في الكويت
وفي قمة الكويت لازالة اجواء الخلاف عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم على \"غزة\" تم إجراء اتصالات على هامش القمة لتحقيق مصالحة عربية وتجاوز الخلافات التي أفرزتها أزمة غزة. وشهدت القمة عقد لقاء مصالحة على مأدبة غداء بعد الجلسة الافتتاحية ضم خادم الحرمين الشريفين وإخوانه زعماء مصر وسورية وقطر والأردن والكويت. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تجاوز مرحلة الخلاف وفتح باب الأخوة العربية والوحدة ومواجهة المستقبل صفا واحدا كالبنيان المرصوص دون خلافات.
وطالب جميع الزعماء العرب بالسمو على خلافاتهم. وقال: إن غزة شهدت مجازر جماعية على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة. وأكد الملك عبد الله أن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة دائما. وأعلن عن تبرع المملكة العربية السعودية بمليار دولار مساهمة في البرنامج المقترح من القمة لإعادة إعمار غزة. بهذه النظرة الشاملة والدقيقة لمستقبل الأمة العربية كان ينظر وكان يتحرك وكان يفعل.
( 5 )
المصالحة العربية تخيم على قمة الدوحة
في القمة العربية الحادية والعشرين المنعقدة في الدوحة يوم 28-3-2009 والتي خيمت عليها أجواء المصالحة العربية دعا القادة العرب في \"إعلان الدوحة\" إلى رفض مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بالإضافة إلى دعوة الفلسطينيين إلى التصالح. وأكد الزعماء العرب، في إعلان الدوحة دعمهم للسودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في كلمته خلال افتتاح القمة إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص على لم الشمل وإصلاح ذات البين على المستوى العربي وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين الدول العربية.وها هو اليوم يمد للعراق يده لانقاذه من هذه الدوامة التي هو فيها دون بارقة أمل للخروج منها، يأتي حفظه الله حاملاً معه مشعلاً لإضاءة الطريق. صانعاً جسراً للعبور عليه إلى دنيا الفلاح والصلاح ليعود العراق إلى أمته معافى قادراً على الصمود في وجه الأعاصير مكفكفاً دموع أرامله وصرخات اطفاله وآلام شيوخه بإذن الله.