أرشيف صحيفة البلاد

هدوء نسبي .. نماذج يبعثها الهامش المتعمّد‎

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نادية السالمي[/COLOR][/ALIGN]

الإعلام مرآة العصر فمن خلاله تؤخذ الفكرة عن المستوى العام لشعبٍ ما ..تطلّعاته،طريقة تعاطيه مع الحياة الفكريّة والأدبيّة والا جتماعيّة ،وحتى السياسيّة ، والمقلّب ناظريه في الإعلام المقروء يجد أن الفكرة العامة عن دور المرأة الأديبة سوداويّة لِمَ تنطوِ عليها أحيانًا حروفها وفكرها من تدنٍّ لا يعوّل عليه لا بالنهوض بالوعي ولا بالمجتمع الذي تنتمي إليه.. قرأت في عددٍ واحدٍ في مجلّة مطروحة في الأسواق عدة لقاءات مع أهل الأدب والفكر وجلّها تمتاز بالطرح الجيّد الذي ينم عن وعيٍ مُتبادل بين السائل والمسؤول سواءً كان شاعرًا،أو روائيًا يُعرف باسمه الصريح أو المستعار،لكن المريب أن نفس المجلّة في نفس العدد تضم حوارًا لشاعرة تواجه العالم باسمها الصريح ،والحوار معها كان تافها لو استعاضوا عنه بسؤالها عن اسمها،وعمرها،وطلبوا منها أنشودة لكان خيرًا لها وأنسب لسذاجتها،ولا أدري المتلقي ما العائد عليه من القراءة والمعرفة بهذه النماذج؟!.
هذه النماذج أعطت الحق للرجل أن يروّج بين الفينة وأختها أنه غير راضٍ عن الأداء الإعلامي للمرأة ،وهذا دفعه للشك في قدرتها على منافسته في بناء دورٍ حراكيٍ حضاريٍ يعوّل عليه.. وحق له هذا طالما أن هذه النماذج النسائية تتصدّر المشهد الثقافي .ولكن أليس الرجل هو المسؤول عن هذه السطحيّة التي يمقتها ؟ فهو المروّج لها،والباعث على تفشّيها من خلال رضاه عن مستوى الحوار المتدنّي الذي لم يرفع مستواه،وهو المسؤول عن غياب الكفاءات النسائية الإعلاميّة وكان يفترض منه ومن كافة الحملات الإعلامية المدّعية للمصداقيّة نبذ هذه النماذج السيّئة المخرّبة للفكر ،والمساهمة في تعديل المسار الثقافي للمرأة ففي هذا فوائد فكريّة ستعود عليه وعلى وسائل الإعلام وكافة المجتمع.فالفشل الذريع في دور المرأة الثقافي لا تتحمله بمفردها بل يتقاسم معها الرجل تداعياته وكذلك المجتمع.
النماذج النسائية الجيدة مُغيّبة لعدة أسابٍ منها اجتماعية ومنها شخصيّة ..شخصيّة تتعلق بظروف المرأة وأخرى بفكر الرجل الند للمرأة الأديبة ،قد يكون فكره يمقتها لأنها تفوقه موهبة وإرادة وإدارة،أو يكون غير مقتنع من الأساس بدورها الأدبي، والفكرة المسيطرة عليه أن لا دور لها إلّا في تأديب الأطفال،لا تأديب وتهذيب الأدب،وهذا مادفع المرأة الأديبة عندنا للخروج خارج إطار الوطن للكشف عن وجه موهبتها والبحث عن من يؤمن بها ويُخرجها للنور وللأسف تصرفها هذا دعى صاحب الفكر المريض للعناد أكثر وازدراءها حيث أنه يرى أن أي ضوء ينبعث يجب أن يكون هو باعثه ومكتشفه،وهذا ماجعل المرأة الأديبة الحقيقيّة بين نارين إما الرضى بالتهميش،وإما البحث عن منبرٍ تقف عليه خارج الوطن..وفي الحالتين هي للأسف كما يراها البعض مُدانة!.