صالحة الأسمري
حرف يحط هنا ليطير هناك وفرح يرتمي بيننا ليغادرنا إلى هناك.
نقرأ في اليمن ليطرب بها نجد,ونكتب في الشام لتتناقلها الحجاز.حروف وطروب,مدحُ وهجاء,غزل ووصف,فخر وتودد.
نعم لازال الأدب العربي صامداَ إلى وقتنا الحاضر,متجدد متنوع حتى أنها توحدت اللغات واللهجات,وأصبحنا نقرأ ولا نكاد نفرق أكان الكاتب من الشام أم من اليمن.
سلسلة مبدعة متصلة منذ بزوغ فجرها سارت وعبرت,تنوعت وعانت وهي تسير من عثرات كثيرة وصراعات دامية لكنها لا زالت تتنفس لا مكان يحبسها ولا وطن تتقلص داخله.
لامكان تنفرد فيه,أجل هنا الأدب العربي الجامح هنا كنا ولا زلنا فطاحله الكلمة وأن فارقتنا البادية بقساوتها لنا من التجارب مايروي موروثنا بقامته العالية.
تزخر ساحتنا في العصر الحديث بجهابذة الكلمة وسادة المعنى.تقولب الأدب في عدة قوالب وتموضعنا معه,مكتباتنا ممتلئة وقلوبنا نابضة.
ورثنا الأدب كابرً عن كابر, عزُ عن عز, جزالةُ من أصل الجزالة,فطاحله من رؤوس الأدب ونوابغه.
شعوب وقبائل لم يخفت لنا نور ولم تطفئ لنا شعلة:
سلوا التاريخ
من يعرب؟..
سلوا بابل
سلوا مأرب؟..
سلوا الدنيا التي كانت
بها أقدامنا تضرب..
أجل ياهامات الأدب,يامن كنتم معنا ورحلتم وأورثتمونا راياتكم لازلنا هنا,نحن بكل مالدينا،خلقنا من تضادنا ألف لونٍ شعري ومن تشابهنا ملايين الحروف،لله درنا فلا زال في القلب حرفُ ينبض.