ملامح صبح

هدوء نسبي ..حيَّ على التأمل

رهام المدخلي

من منا لم تسلب الطبيعة وجدانه وتُعيده إلى منبع الجمال وموطنه الحقيقي حيث سائر ما في الكون يتداعى حيَّ على التأمل..قطرات المطر وهي تتساقط تباعًا على قلوبنا لتطهرنا من وعثاء الحياة قبل أن تصل الأرض ،حفيف أوراق الشجر حين تتراقص مع النسيم ، التفاف الأغصان على بعضها البعض ،امتداد الجذور إلى الزمن اللانهائي من الثرى ،تناغم أمواج البحر في مد وجزر والبحر حين يُحاكي السماء بالزُرقة والنوارس حين تناغي الغروب بأجنحة الرحيل..

وماذا عن فتوة الشمس عندما تسدل جدائلها على أكتاف الضباب هكذا حين تمنح النور من الأعالي فتصل إلى القاصي والداني ! وماذا عن تغريد العصافير وأهازيجها العذبة في كل صباح ،والأزهار حين تغمض عينيها في العتمة لتستقبل مراسيم الضوء في لحظة الشروق..البرق حين يرتسم ويختفي في لحظة خاطفة ،أليس في جمالية تلك الأشياء استجابة لنور ربها !أليس في شاعرية هذا الجمال إلهام يتدفق كلما اتحنا له المجال !أيتها الطبيعة خُذينا إليك إن غبنا ومال بنا التيه وألهتنا عنك الحياة فما كان هذا الحديث لولا معاليك بشرٌ نحن نعم ولكننا مِنك وفيك فحَنَانَيْك بنا حَنَانَيْك..!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *